الضمائر ، ويقولون : عسى أن تفعل ، وعسى أن تفعلوا. وخبره «أن تفسدوا» ، و «إن تولّيتم» اعتراض. وعن يعقوب : تولّيتم ، وتقطعوا من القطع ، أي : إن تولّاكم ظلمة خرجتم معهم وساعدتموهم في الإفساد وقطيعة الرحم.
(أُولئِكَ) إشارة إلى المذكورين (الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) لإفسادهم ، وقطعهم الأرحام (فَأَصَمَّهُمْ) عن استماع الحقّ (وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) أي : فمنعهم ألطافه ، وخذلهم حتّى صمّوا عن استماع الموعظة ، وعموا عن إبصار طريق الهدى ، فلا يهتدون سبيله.
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتصفّحونه وما فيه من المواعظ والزواجر ، حتّى لا يجسروا على المعاصي. وعن قتادة : والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله لو تدبّروه ، ولكنّهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا. (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) لا يصل إليها ذكر ، ولا ينكشف لها أمر. وقيل : «أم» منقطعة. ومعنى الهمزة فيها التقرير. وتنكير القلوب لأنّ المراد قلوب بعض منهم. أو للإشعار بأنّها لإبهام أمرها في القساوة ، أو لفرط جهالتها ونكرها ، كأنّها مبهمة منكورة. وإضافة الأقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصّة بها ، لا تجانس الأقفال المعهودة. وهي أقفال الكفر الّتي استغلقت ، فلا تنفتح.
(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (٢٦) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ