(لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) يعني : العام المقبل. وهو جواب القسم. وعلى الأوّل جواب قسم محذوف. (إِنْ شاءَ اللهُ) تعليق للعدة بالمشيئة ، تعليما للعباد أن يقولوا في عداتهم مثل ذلك ، متأدّبين بأدب الله ، ومقتدين بسنّته. أو إشعارا بأنّ بعضهم لا يدخل ، لموت أو غيبة. والمعنى : لتدخلنّ جميعا إن شاء الله ، ولم يمت منكم أحدا. أو حكاية لما قاله ملك الرؤيا أو النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه.
(آمِنِينَ) حال من الواو ، والشرط معترض (مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) أي : محلّقا بعضكم ، ومقصّرا آخرون (لا تَخافُونَ) حال مؤكّدة ، أو استئناف ، أي : لا تخافون بعد ذلك.
(فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) من الحكمة (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ) من دون دخولكم المسجد الحرام ، أو فتح مكّة (فَتْحاً قَرِيباً) وهو فتح خيبر ، ليستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسّر الموعود.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى) ملتبسا بالدليل الواضح والحجّة الساطعة.
وقيل : بالقرآن ، أو بسببه ، أو لأجله. (وَدِينِ الْحَقِ) وبدين الإسلام (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليغلبه على جنس الدين كلّه. يريد الأديان المختلفة ، من المشركين والجاحدين وأهل الكتاب. وذلك بنسخ ما كان حقّا ، وإظهار فساد ما كان باطلا. أو بتسليط المؤمنين على أهله ، إذ ما من أهل دين إلّا وقد قهرهم المسلمون. وفيه تأكيد لما وعده من الفتح. قيل : إنّ تمام ذلك عند خروج المهديّ عليهالسلام ، فلا يبقى في الأرض دين سوى دين الإسلام. (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) على أنّ ما وعده كائن لا محالة. أو على نبوّته بإظهار المعجزات.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) جملة مبيّنة للمشهود به. ويجوز أن يكون «رسول الله» صفة و «محمّد» خبر محذوف. أو مبتدأ (وَالَّذِينَ مَعَهُ) معطوف عليه ، وخبرهما (أَشِدَّاءُ) جمع شديد (عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ) جمع رحيم (بَيْنَهُمْ). والمعنى : أنّهم