وعن عطاء : استنارت وجوههم من طول ما صلّوا بالليل ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار».
روي عن ابن عبّاس وعطيّة معناه : علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشدّ بياضا.
وقال شهر بن حوشب : يكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر.
(ذلِكَ) إشارة إلى الوصف المذكور ، أو إشارة مبهمة يفسّرها «كزرع» (مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) عطف عليه ، أي : ذلك مثلهم في الكتابين. وقوله : (كَزَرْعٍ) تمثيل مستأنف ، أو تفسير (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) فراخه. يقال : أشطأ الزرع إذا فرّخ (١). وقرأ ابن كثير وابن عامر برواية ابن ذكوان : شطأه بفتحات. وهو لغة. (فَآزَرَهُ) فقوّاه. من المؤازرة ، وهي المعاونة. أو من الإيزار ، وهي الإعانة. وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان : فئازره ، كأجر في : آجر.
(فَاسْتَغْلَظَ) فصار من الدقّة إلى الغلظة (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) فاستقام على قصبه. جمع ساق. وعن ابن كثير : سؤقه بالهمزة. وقيل : مكتوب في الإنجيل : سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر.
(يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) بغلظه وكثافته وو قوّته وحسن منظره. وهو مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام ، وترقّيه في الزيادة يوما فيوما إلى أن قوي واستحكم ، لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قام وحده ، ثمّ قوّاه الله بمن آمن معه ، كما يقوّي الطاقة الأولى من الزرع ما يحتفّ بها ممّا يتولّد منها. فكثر المؤمنون ، واستحكم دين الإسلام ، فترقّى أمرهم بحيث أعجب الناس.
__________________
(١) الشطء والشطأ : ورق الزرع. وفرّخ الشجر : نبتت فراخه. والفراخ جمع الفرخ : ما يخرج في أصول الشجر من صغار الورق.