على صاحبتها فضل في ذلك ، ولا تكون فيهنّ عجوز ولا صبيّة.
(هذا) هذا الّذي ذكرنا (ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) لأجل هذا اليوم ، فإنّ الحساب علّة الوصول إلى الجزاء. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء (١) ليوافق ما قبله.
(إِنَّ هذا) هذا الّذي ذكرنا (لَرِزْقُنا) عطاؤنا (ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) انقطاع.
ولمّا بيّن سبحانه أحوال أهل الجنّة وما أعدّ لهم من جزيل الثواب ، عقّبه ببيان أحوال أهل النار ، وما لهم من أليم العقاب وعظيم العذاب ، فقال : (هذا) أي : هذا ما ذكرناه للمتّقين. أو الأمر هذا ، أو هذا كما ذكر ، أو خذ هذا. ثمّ ابتدأ فقال : (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ) للّذين طغوا على الله وكذّبوا رسله عنادا (لَشَرَّ مَآبٍ) وهو ضدّ مآب المتّقين (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) يدخلونها فيصيرون صلاء لها. والجملة الفعليّة حال من «جهنّم» ، والعامل فيها ما في «للطاغين» من معنى الاستقرار. (فَبِئْسَ الْمِهادُ) المهد والمفترش. فشبّه ما تحتهم من النار بالمهاد الّذي يفترشه النائم. والمخصوص بالذمّ محذوف ، وهو «جهنّم» ، لقوله : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) (٢).
(هذا) أي : العذاب هذا (فَلْيَذُوقُوهُ) ويجوز أن يكون «هذا» بمنزلة : (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (٣) أي : فليذوقوا هذا. ثمّ ابتدأ فقال : (حَمِيمٌ) أي : هو ماء في غاية الحرارة (وَغَسَّاقٌ) ما يغسق من صديد أهل النار. من : غسقت العين إذا سال دمعها.
وعن كعب : عين في جهنّم يسيل إليها سمّ كلّ ذات حمة. وعن ابن عبّاس وابن مسعود : الغسّاق : الزمهرير.
__________________
(١) أي : يوعدون.
(٢) الأعراف : ٤١.
(٣) البقرة : ٤١.