وقيل : الحميم يحرق لشدّة حرّه ، والغسّاق يحرق لغاية برده.
وقيل : لو قطرت قطرة في المشرق لنتنت أهل المغرب ، ولو قطرت منه قطرة في المغرب لنتنت أهل المشرق.
وعن الحسن : الغسّاق عذاب لا يعلمه إلّا الله ، إنّ الناس أخفوا لله طاعة ، فأخفى لهم ثوابا في قوله : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) (١). وأخفوا معصية ، فأخفى لهم عقوبة.
وقرأ حفص وحمزة والكسائي : وغسّاق بتشديد السين. وفيه مبالغة.
(وَآخَرُ) أي : مذوق ، أو عذاب آخر. وقرأ البصريّان : واخرى ، أي : ومذوقات ، أو أنواع عذاب أخر (مِنْ شَكْلِهِ) من مثل هذا المذوق ، أو العذاب في الشدّة. وتوحيد الضمير على تأويل : لما ذكر. أو لأنّه راجع إلى الشراب الشامل للحميم والغسّاق ، أو إلى الغسّاق. (أَزْواجٌ) أجناس متشابهة في الشدّة والفظاظة.
وهذا خبر لـ «آخر». أو صفة له ، أو للثلاثة. وجمعه على قراءة «أخر» ظاهر. وعلى قراءة «آخر» لأنّ المراد منه ضروب وأنواع. أو مرتفع بالجار ، والخبر محذوف ، مثل : لهم أزواج.
ولمّا دخل رؤساء الطاغين وقادة الضالّين النار ، ثمّ يدخلها أتباعهم ، فيقول بعضهم مع بعض ، أو يقول الخزنة لهم : (هذا فَوْجٌ) المراد أتباع (مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) قد اقتحموا النار معكم ، أي : دخلوا النار في صحبتكم وقرانكم. والاقتحام : ركوب الشدّة والدخول فيها. والقحمة : الشدّة. يعني : أنّهم لمّا اقتحموا معهم الضلالة ، اقتحموا معهم العذاب.
(لا مَرْحَباً بِهِمْ) دعاء من المتبوعين على أتباعهم. أو صفة لـ «فوج». أو حال ، أي : مقولا فيهم لا مرحبا ، أي : لا نالوا سعة وكرامة. (إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ)
__________________
(١) السجدة : ١٧.