داخلون النار لازموها بأعمالهم مثلنا.
(قالُوا) يقول الأتباع لهم (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ) لا نلتم رحبا وسعة (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ) قدّمتم العذاب أو الصلى (لَنا) أي : بإغوائكم إيّانا على ما قدّم العذاب لنا ، من العقائد الزائغة والأعمال القبيحة الّتي أوجبت لنا هذا العذاب (فَبِئْسَ الْقَرارُ) فبئس المقرّ جهنّم. وعلى تقدير أن يكون «لا مرحبا بهم» من كلام الخزنة معناه : يقول الأتباع : هذا الّذي دعا به علينا الخزنة أنتم يا رؤساء أحقّ به منّا ، لإغوائكم إيّانا ، وتسبّبكم فيما نحن فيه من العذاب.
(قالُوا) أي : الأتباع أيضا (رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا) من سبّب لنا هذا العذاب بالإضلال والإغواء (فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً) مضاعفا ، أي : ذا ضعف (فِي النَّارِ) وذلك أن يزيد على عذابه ضعفا مثله ، فيصير ضعفين ، أحدهما : لكفرهم بالله ، والآخر : لدعائهم إيّانا إلى الكفر. ونحوه قوله تعالى : (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ) (١).
(رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) (٢). وقيل : عذابا ضعفا : حيّات وأفاعي.
(وَقالُوا) أي : الطاغون (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) من الأراذل الّذين لا خير فيهم ولا جدوى ، لأنّهم كانوا على خلاف ديننا (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) صفة اخرى لـ «رجالا». يعنون فقراء المسلمين الّذين يسترذلونهم في الدنيا ، ويسخرون بهم.
وقرأ الحجازيّان وابن عامر بهمزة الاستفهام ، على أنّه إنكار على أنفسهم ، وتقريع لها في الاستسخار منهم. وقرأ نافع وحمزة والكسائي : سخريّا بالضمّ. وقد
__________________
(١) الأحزاب : ٦٨.
(٢) الأعراف : ٣٨.