«البيت المعمور في السماء الدنيا ، وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان ، يدخله جبرئيل كلّ يوم طلعت فيه الشمس ، وإذا خرج انتفض انتفاضة جرت عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله من كلّ قطرة ملكا ، يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلّون فيه ، فيفعلون ثمّ لا يعودون إليه أبدا».
أو المراد الكعبة ، وعمارتها بالعمّار والحجّاج والمجاورين. أو قلب المؤمن ، وعمارته بالمعرفة والإخلاص.
(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) يعني : السماء ، فإنّها كالسقف للأرض رفعها الله (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أي : المملوء. وهو المحيط. أو الموقد ، من قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (١).
قيل : إنّه تحمى البحار يوم القيامة فتجعل نيرانا ، ثمّ تفجّر بعضها في بعض ، ثمّ تفجّر إلى النار. وبرواية اخرى : أنّ الله يجعل يوم القيامة البحار نارا يسجّر بها نار جهنّم. أو المختلط ، من السجير ، وهو الخليط.
وروي عن عليّ عليهالسلام أنّه سأل يهوديّا : أين موضع النار في كتابكم؟ قال : في البحر. فقال عليّ عليهالسلام : ما أراه إلّا صادقا ، لقوله تعالى : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).
وجواب القسم (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) لنازل على المشركين لا محالة (ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) يدفعه.
قال جبير بن مطعم : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اكلّمه في الأسارى ، فألفيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور ، فلمّا بلغ (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) أسلمت خوفا من أن ينزل العذاب.
ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها على ذلك أنّها أمور تدلّ على كمال قدرة الله وحكمته ، وصدق أخباره ، وضبطه أعمال العباد للمجازاة.
__________________
(١) التكوير : ٦.