(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ) خزائن رزقه حتّى يرزقوا النبوّة من شاؤا. أو خزائن علمه حتّى يختاروا للنبوّة من اختارته حكمته. (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) أي : الأرباب المسلّطون الغالبون على الأشياء حتّى يدبّروا أمر الربوبيّة ، ويبثّوا الأمور على إرادتهم كيف شاؤا. وقرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين. وحمزة بخلاف عن خلّاد بين الصاد والزاء. والباقون بالصاد الخالصة.
(أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ) مرقى ومصعد إلى السماء (يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) صاعدين فيه إلى كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب ، حتّى يعلموا ما هو كائن ، من تقدّم هلاكه على هلاكهم ، وظفرهم في العاقبة دونه ، كما يزعمون (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجّة واضحة تصدّق استماعه.
(أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) فيه تسفيه لأحلامهم ، إذ أضافوا إلى الله سبحانه ما أنفوا منه. وهذا غاية في جهلهم ، إذ جوّزوا عليه سبحانه الولد ، ثمّ ادّعوا أنّه اختار الأدون على الأعلى. وإشعار بأنّ من هذا رأيه لا يعدّ من العقلاء ، فضلا أن بترقّى بروحه إلى عالم الملكوت فيتطلّع على الغيوب.
(أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) على تبليغ الرسالة (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) من التزام غرم (مُثْقَلُونَ) محمّلون الثقل ، فزهّدهم ذلك في اتّباعك.
(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللوح المحفوظ المثبتة فيه المغيّبات (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) حتّى يقولوا لا نبعث ، وإن بعثنا لا نعذّب.
(أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً) مكرا بك ، وتدبير سوء في بابك سرّا ، كما دبّروه في دار الندوة برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبالمؤمنين (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) يحتمل العموم والخصوص. فيكون وضعه موضع الضمير للتسجيل على كفرهم ، والدلالة على أنّه الموجب للحكم المذكور (هُمُ الْمَكِيدُونَ) المجزيّون بكيدهم ، فإنّ ضرر ذلك يحيق بهم ويعود عليهم. وهو قتلهم يوم بدر. أو المغلوبون في الكيد ، من : كايدته فكدته.