ومعاناة. وقيل : معناه معنى قوله : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) (١).
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) أشباهكم في الكفر ممّن قبلكم. وسمّاهم أشياعهم لما وافقوهم في الكفر وتكذيب الأنبياء. (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) متّعظ.
(وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) مكتوب في كتب الحفظة ودواوينهم.
(وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) من الأعمال والأرزاق والآجال والموت والحياة وغيرها ممّا هو كائن (مُسْتَطَرٌ) مسطور في اللوح.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) أنهار الجنّة ، من الماء والخمر واللبن والعسل. واكتفى باسم الجنس. وقيل : هو السعة والضياء ، من النهار.
(فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) في مكان مرضيّ. وسمّي صدقا ، لأنّ الله صدق وعد أوليائه فيه. (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) مقرّبين عند من تعالى أمره في الملك والاقتدار ، فلا شيء إلّا وهو تحت ملكه وقدرته. فأيّ منزلة أكرم من تلك المنزلة ، وأجمع للغبطة كلّها والسعادة بأسرها؟ وليس المراد قرب المكان ، لتعاليه سبحانه عن ذلك ، بل المراد أنّهم في كنفه وجوار رحمته وكفايته ، حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله.
__________________
(١) النحل : ٧٧.