(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ممّا أفاض عليكما في أطوار خلقتكما ، حتّى صيّركما أفضل المركّبات وخلاصة الكائنات.
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما. وقيل : مشرقي الشمس والقمر ومغربيهما.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ممّا في ذلك من الفوائد الّتي لا تحصى ، كاعتدال الهواء ، واختلاف الفصول ، وحدوث ما يناسب كلّ فصل فيه ، إلى غير ذلك.
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥))
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أرسلهما. من : مرجت الدابّة إذا أرسلتها. والمعنى : أرسل البحر الملح والبحر العذب. (يَلْتَقِيانِ) متلاقيين ، لا فصل بين الماءين في مرأى العين.
(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) حاجز من قدرة الله (لا يَبْغِيانِ) لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة وإبطال الخاصّيّة. أو لا يتجاوزان حدّيهما بإغراق ما بينهما. قيل :إنّهما بحر فارس وبحر الروم.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) حيث خلق البحرين العذب والمالح يلتقيان بحيث لا يختلطان.
(يَخْرُجُ) وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب : يخرج (مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)