تَعْقِلُونَ) كي يكمل عقولكم بها ، فترجعوا إلى طاعتنا ، وتعملوا بما أمرناكم به.
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) أي : المتصدّقين والمتصدّقات. وقرأ ابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد ، أي : الّذين صدقوا الله ورسوله. (وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) عطف على معنى الفعل في المحلّى باللام ، لأنّ معناه : الّذين أصدقوا أو صدّقوا. وهو على الأوّل للدلالة على أنّ المعتبر هو التصدّق المقرون بالإخلاص.
(يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) تفسير هذا الكلام وبيان وجوه القراءة في «يضاعف» قد مرّ آنفا ، غير أنّه لم ينجزم ، لأنّه خبر «إنّ». وهو مسند إلى «لهم» ، أو إلى ضمير مصدر «يضاعف».
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) صدّقوا بتوحيد الله ، وأقرّوا بنبوّة رسله (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي : أولئك عند الله بمنزلة الصدّيقين والشهداء.
أو هم المبالغون في الصدق ، فإنّهم آمنوا وصدّقوا جميع أخبار الله ورسله ، والقائمون بالشهادة لله ولهم. أو على الأمم يوم القيامة.
وقيل : (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) مبتدأ وخبر. والمراد بهم الأنبياء ، من قوله : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) (١). وهو مرويّ عن ابن عبّاس ، ومسروق ، ومقاتل بن حيّان. واختاره الفرّاء والزجّاج.
وقيل : الّذين استشهدوا في سبيل الله.
وروى العيّاشي بالإسناد عن منهال القصّاب قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ادع الله أن يرزقني الشهادة. فقال : إنّ المؤمن شهيد ، وقرأ هذه الآية».
وعن الحارث بن المغيرة قال : «كنّا عند أبي جعفر عليهالسلام فقال : العارف منكم هذا الأمر المنتظر له ، المحتسب فيه الخير ، كمن جاهد والله مع قائم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بسيفه. ثمّ قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسيفه. ثمّ قال الثالثة : بلى
__________________
(١) النساء : ٤١.