وفيها كتاب الجمل (١).
ثمّ تعرّض الدكتور رمضان ششن ، لنوادر المخطوطات العربيّة في تركيّا ، فوقف أمام نسخة بشير آغا من كتاب الجمل ، حائرا في تحقيق اسم مؤلّفها (٢). ورأى أخيرا أنّه الخليل بن أحمد أبو عبد الله (٣) المتوفّى سنة ٣٧٩ ، وزعم أنّ المسائل المتفرّقة التي ألحقها بها الناسخ ، من كتب مختلفة ، هي جزء متمّم للكتاب ، وهي للخليل هذا أيضا.
وتصدّى الدكتور محمّد خير الحلوانيّ ، لرصد جهود الخليل بن أحمد الفراهيديّ في نضج علم النحو ، دون أن يتعرّض لهذا الكتاب بالتفصيل. ولمّا أطلعته عليه جزم أنّه ليس من مصنّفات الخليل ، واستدلّ على ذلك بما فيه ، من إشارة إلى كتاب مختصر للمؤلّف نفسه ، ومن نقله عن الخليل وعمن عاصره أو تأخّر ، ومن ألغاز نحويّة ، ومصطلحات كوفيّة أو غريبة ، واضطراب وتخليط لا يمكن أن يصدرا عن مثل الخليل (٤).
وأخيرا أعدّ سعد أحمد سعد جحا رسالة للماجستير ، في كلّيّة اللغة العربيّة بجامعة الأزهر سنة ١٤٠٠ ، قام فيها بتحقيق بدائيّ لنسخة دار الكتب المصريّة ، وجزم أنّ مصنّف الكتاب هو ابن شقير ، لأنّ بعض المصطلحات والتوجيهات فيه هي للكوفييّن ، ولا يعقل أن ينقل الخليل عنهم (٥).
وختاما لهذا التاريخ الشائك أضع هذه الإشارات التالية :
أولاها : أنّ كتابنا هذا ، على الرغم من نسبته إلى الخليل بن أحمد
__________________
(١) معجم المؤلفين ٤ : ١١٢.
(٢) نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا ١ : ٤٥٩.
(٣) كذا. والخليل المتوفى عام ٣٧٩ أو ٣٧٨ كنيته أبو سعيد ، وليس من النحاة. وإنما هو فقيه شاعر محدث واعظ قاض. انظر معجم الأدباء ١١ : ٧٧ ـ ٨٠ وتهذيب تاريخ دمشق ٥ : ١٧٥ ـ ١٧٧ والنجوم الزاهرة ٤ : ١٥٣ وشذرات الذهب ٣ : ٩١.
(٤) المفصل في تاريخ النحو العربي ١ : ٢٥٨ ـ ٢٦٢.
(٥) انظر ص ٩ ـ ١٨ و ٣٨١ من تحقيق كتاب وجوه النصب.