ولا بدّ للقسم من جواب (١) ، كما قال الله ، جلّ وعزّ (٢) : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا). جوابه «إنّ الإنسان (٣) ...». وإنّما كسرت الألف من «إنّ» للّام التي [في] «في خسر». واللام خبر (٤) القسم.
ومعنى «الإنسان» ههنا معنى النّاس (٥) ، لانّ الكثير لا يستثنى من القليل. وإنّما يستثنى القليل من الكثير. تقول (٦) : خرج القوم إلّا زيدا. ولا يجوز أن تقول : خرج (٧) زيد إلّا القوم. إلّا أنّ «الإنسان» ههنا في معنى (٨) : الناس.
فأما ما أضمر جوابه ، من القسم (٩) ، فقول الله عزّ وجلّ (١٠) ، في «النازعات» : (١١) (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ، وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) إلى قوله (١٢) (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً). جواب القسم مضمر (١٣). كأنّه قال : فالمدبّرات أمرا ، إنّكم لمبعوثون (١٤). فقيل : متى؟ فقيل : (١٥)
__________________
(١) في الأصل : ولا بد من جواب القسم.
(٢) الآيتان ١ و ٢ من العصر. ق : «كما قال الله تعالى». ب : «وقول الله عز وجل». وسقط «إلّا الذين آمنوا» من الأصل وب.
(٣) سقط حتى «في خسر» من النسختين.
(٤) في الأصل : «جواب». وانظر الورقتين ٦١ و ٦٣.
(٥) في الأصل : «الأناس». ب : يعني الأناسيّ.
(٦) ق : كقولهم.
(٧) ب : جاءني.
(٨) ب : موضع.
(٩) سقط «من القسم» من ق.
(١٠) في الأصل : وأما الخفض بما أضمر جوابه فقوله تعالى.
(١١) الآيتان ١ و ٢.
(١٢) الآية ٥.
(١٣) ق : فأضمر الجواب.
(١٤) في النسختين : لتبعثون.
(١٥) الآية ٨. ق : فيقال.