وأما قول الآخر : (١)
إنّ أباها ، وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فإنّه (٢) قال [«وأبا أباها»](٣) ، في لغة من يكره أن يكون الاسم على أقلّ من ثلاثة أحرف ، مثل : أب ، وفم ، ودم ، فيقول (٤) : أبا ، وفما ، ودما ، [على الأصل](٥). وهو مقصور مثل (٦) : قفا ، وعصا ، ورحا. فأخرجه على التّمام ، فقال : «أباها ، وأبا أباها». ولم يقل «أبا أبيها» ، لأنّه مقصور ، كما تقول : رحا رحاها ، وقفا قفاها. وإذا ثنّى قال : أبوان ، وفموان ، ودموان ، ودميان أيضا.
ومن قال : أب ، وفم ، ودم ، [ثمّ] ثنّى ، ردّه إلى الأصل فقال : أبوان ، وفموان.
ومن قال : أب ، ثمّ ثنّى وجمع على الاسم الناقص ، قال : أب ، / وأبان ، وأبين في النصب ، وأبين في الرفع ، وأبين في الخفض (٧).
__________________
(١) الرجز لأبي النجم. ديوان رؤبة ص ١٦٨ والإنصاف ص ١٨ وشرح المفصل ص ٤٨ والمغني ص ٣٧ و ١٣١ و ٢٣٨ وابن عقيل ١ : ٤١ الهمع ١ : ٣٩ والدرر ١ : ١٢ والأشموني ١ : ٧٠ والعيني : ١ : ١٣٣ و ٣ : ٣٤٦ والخزانة ٣ : ٣٣٧.
وفي الأصل وق : «منتهاها». وقد ضرب عليه في الأصل وأثبت قبالته «غايتاها» مصححا عليه. والضمير في «غايتاها» يعود على المجد. وأنث لتأويل المجد بالأصالة.
(٢) ق : وإنه.
(٣) من ق.
(٤) في النسختين تقديم وتأخير. وفي الأصل وب : فيقولون.
(٥) من ب.
(٦) سقط حتى «أي ثم ثنى» من النسختين.
(٧) في النسختين : «وجماعة على الجمع الناقص في لغة من يقول : أب وأبان وأبين في النصب والجر وأبون في الرفع. فأراد : أباها وأبا أبيها. فلم يجز ذلك لأنه مقصور مثل قفاها وعصاها».