التي توزّعت فيها الألفاظ والتراكيب الاصطلاحيّة ، والمعاني الموحّدة أو المختلفة لكلّ منها ، والغنى الوفير الذي تميّز به هذا الكتاب.
* * *
وعلى هذا أكون ، بعون الله ، قد وفّيت جانب التحقيق ومتمّماته ، بما قدّمته من خدمة للنصّ ، وجهد في العمل ، وإخلاص في البذل ، وتضحية في العطاء. ولست أغالي إذا ادّعيت أنّ هذا الكتاب ، على صغر حجمه ، هو أعسر ما اعترضني من النصوص حتّى الآن ، لما حواه من تعقيد واضطراب ، وما أثاره من مشكلات في النحو والقراءات والأشعار واللغة والتفسير والبيان ، وما زخر به من المصطلحات والحدود والمذاهب والتوجيهات .. ولقد حاولت استيعاب هذا كلّه ، مستعينا بالله ، فكان منّي حمل للكثير ونوء بالقليل ، لقصور يد الإنسان ، وافتقاد بعض المصادر ، وزهد من حولي في التعاون العلميّ.
فما زال توثيق النصّ ، أي تصحيح نسبه ، في حاجة إلى نظر وتحرير ، وما فتئت عدّة ثغرات وعبارات تحمل طابع الإشكال ، وينقصها التصويب والتحقيق. وها أناذا أضع ذلك بين أيدي المحقّقين وعلماء العربيّة ، آملا أن يشاركوا في تذليل العقبات ، وإقالة العثرات ، وتقويم ما ظهر من الخطل في الاختيار والاجتهاد. فلعلّ ما لديهم من المصادر المخطوطة والمطبوعة ، وما يحيطون به من خبرة وعلم واطلاع ، يقدّمان لي عونا على ما أخفقت فيه ، أو أعرضت عنه ، أو نؤت به ، أو تهيّبته فتجاوزته ، أو تحرّجت منه وأشفقت أن أحمل تبعته.
وبعد ، فإنّي أكرّر الحمد لله ، وأضرع إليه أن يسدّد خطانا ، ويبارك ما كان منا صوابا طيّبا ، ويتجاوز عمّا كان منا خطأ أو ضلالا ، ويجزينا على كلّ أجر من اجتهد في العلم يطلب الحقيقة والمعرفة ، ويرجو وجه ربّه الكريم. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.