وهو ، وإن كان يعتمد منهجا تقليديّا في تصنيف موضوعات الإعراب ، يضع لهذه الموضوعات أطرا خاصّة ، وتفريعات متشعّبة متشاجرة ، تمثّل مرحلة عريقة في القدم ، لفهم معاني النحو وجزئيّاته وكلّيّاته ، وعلاقة كلّ منها بما يحيط بها أو يقرب منها ويجاورها.
وهو ينسب إلى الخليل ، إمام علم العربيّة ، تبويبات غريبة متميّزة ، وتقسيمات وتوجيهات وأحكاما وأقوالا ومصطلحات ، ما كان يعرفها المؤرّخون ، والدارسون ، أو تخالف ما عرف له في تاريخ علم النحو وعلم اللغة والبيان.
وهو يقدّم عددا وافرا من المصطلحات ، في الإعراب والصرف والأدوات ، بعضه غريب كلّ الغرابة لا تجد له صدى في الكتب القديمة والمتأخّرة والمعاصرة ، وبعضه الآخر حمل في التاريخ دلالات انقرضت ، أو خالفت ما عرفه النحو في مذاهبه واتجاهاته ورجالاته.
وهو يورد مجموعة من الآيات الكريمة ، في صور لا نجدها فيما وصل إلينا ، من تاريخ القراءات والتفسير للقرآن الكريم. وقد بدا لي أنّ بعض تلك الصور هو من أوهام المصنّف أو النسّاخ أو المستملين ، فرددته إلى طريق الصواب ، وأنّ البعض الآخر توجيه نحويّ ليس له في القراءات نصيب.
وهو يروي عشرات من الشواهد الشعريّة ، في مسائل الإعراب ومعاني الحروف ، لا تجد لها موئلا ، أو لروايتها مصداقا ، في مصادر النحو والشعر ومراجعهما المعروفة ، أو لا تستطيع تحقيق نسبها ، أو تحديد أصحابها من الشعراء والرجّاز.
وهو يبسط أحكاما وتوجيهات ، في الإعراب واللغة والبيان ، تفتقدها كتب النحو والمعاجم ، وأمّهات المطوّلات والحواشي ، ومصادر علم العربيّة في تاريخه ودراساته وتقويمه.
وهو يضمّ في طيّاته نصوصا وعبارات وشواهد ، لا يشكّ في أنّها مقحمة ،