تتناسب مع الفساد وسفك الدماء.
مسألة «تعليم الأسماء» لآدم التي سيأتي شرحها ، وهكذا سجود الملائكة لآدم من أدلة ما ذهبنا إليه في تفسير معنى الخليفة.
الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليهالسلام يشير أيضا إلى هذا المعنى في تفسير هذه الآيات إذ يقول : «إنّ الله عزوجل علّم آدم أسماء حججه كلّها ثمّ عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين بأنّكم أحقّ بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم فقالوا سبحانك لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم قال الله تبارك وتعالى يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبئهم بأسمائهم وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله عزّ ذكره فعلموا أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريّته ثمّ غيّبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم وقال لهم ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السّموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون» (١).
ثم تذكر الآية سؤال الملائكة الذي وجّهوه لربّ العالمين مستفسرين لا معترضين:(قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها. مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)؟
الله سبحانه أجاب الملائكة جوابا مغلقا اتضح في المراحل التالية : (قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ).
الملائكة كانوا عالمين ـ كما يبدو من تساؤلهم ـ أن هذا الإنسان موجود يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، فكيف عرفوا ذلك؟! قيل إن الله سبحانه أوضح للملائكة من قبل على وجه الإجمال مستقبل الإنسان ، وقيل إن الملائكة فهموا ذلك من خلال عبارة «في الأرض» ، لأنهم علموا أن هذا الإنسان يخلق من التراب ، والمادة لمحدوديتها هي حتما مركز
__________________
(١) «الميزان» ج ١ ، ص ١٢١. نقلا عن معاني الأخبار ، وهذا الحديث وإن كان يوضح أكثر مكانة الأنبياء والأئمة ـ لا ينحصر بهذه الصفوة المقدسة بل إنهم المصداق الأتم والأكمل لهذا الموضوع.