الرّحمن الرّحيم مع السّورة؟ قال : «نعم» (١).
٢ ـ ما أخرجه الدار قطني بسند صحيح عن علي عليهالسلام : «أنّه سئل عن السّبع المثاني، فقال : الحمد لله ربّ العالمين ، فقيل له : إنّما هي ستّ آيات فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية» (٢).
٣ ـ روى البيهقي بسنده عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : «استرق الشّيطان من النّاس أعظم آية من القرآن : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : (إشارة إلى شيوع عدم قراءتها في مطالع السور) (٣).
أضف إلى ذلك ، أنّ سيرة المسلمين جرت دوما على قراءة البسملة في مطالع السور لدى تلاوة القرآن ، وثبت بالتواتر قراءة النّبي لها. وكيف يمكن أن تكون أجنبية عن القرآن والنّبي والمسلمون يواظبون على قراءتها لدى تلاوتهم القرآن؟!
وأمّا ما ذهب إليه بعضهم من احتمال أنّ البسملة آية مستقلّة وليست جزء من سور القرآن ، فهو احتمال واه ضعيف، لأن مفهوم البسملة يشعر ببداية العمل ، ولا يفصح عن معنى منفصل مستقل.
وفي اعتقادنا أنّ الإصرار على فصل البسملة عن السور تعصّب لا مبرر له ، ولا ينهض عليه دليل ، في حين أنّ مضمونها مسفر عن أنّها بداية لما بعدها من الأبحاث.
يبقى إيراد واحد ، هو أنّ البسملة لا تحتسب في عدّ آيات سور القرآن (عدا بسملة سورة الحمد) ، بل يبدأ العدّ من الآية التالية للبسملة.
والجواب على ذلك ما ذكره (الفخر الرازي) في تفسيره الكبير ، إذ قال : لا
__________________
(١) الكافي ، ج ٣ ، ص ٣١٢.
(٢) الإتقان ، مجلد ١ ، ص ١٣٦. نقلا عن البيان ، ص ٤٤١.
(٣) البيهقي ، ج ٢ ، ص ٥٠.