وبين أتباع مدرسة الأنبياء نماذج رائعة للصابرين المحتسبين ، كل واحد منهم قدوة على ساحة الامتحان الإلهي.
فقد روي «أنّ أمّ عقيل كانت امرأة في البادية فنزل عليها ضيفان وكان ولدها عقيل مع الإبل فأخبرت بأنّه ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر فهلك فقالت المرأة للنّاعي انزل واقض ذمام القوم ودفعت إليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرّب إلى القوم الطّعام فجعلوا يأكلون ويتعجّبون من صبرها (قال الرّاوي) فلمّا فرغنا خرجت إلينا وقالت يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئا؟ فقلت : نعم. قالت : فاقرأ عليّ آيات أتعزّى بها عن ولدي فقرأت : «وبشّر الصّابرين الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون إلى قوله المهتدون».
«فقالت السّلام عليكم ، ثمّ صفّت قدميها وصلّت ركعات ثمّ قالت : اللهمّ إنّي فعلت ما أمرتني فانجز لي ما وعدتني. ولو بقي أحد لأحد ـ قال فقلت في نفسي لبقي ابني لحاجتي إليه ـ فقالت لبقي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمّته ، فخرجت» (١)
* * *
__________________
(١) سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٧ ، (مادة صبر).