يستجاب لهم»(١).
ترك هذه الفريضة الإلهية (فريضة المراقبة الاجتماعية) يؤدي إلى خلوّ الساحة الاجتماعية من الصالحين ، وتركها للمفسدين ، وعند ذاك لا أثر للدعاء ، لأن هذا الوضع الفاسد نتيجة حتمية لأعمال الإنسان نفسه.
٤ ـ العمل بالمواثيق الإلهية ، الإيمان والعمل الصالح والأمانة والصلاح من شروط استجابة الدعاء ، فمن لم يف بعهده أمام بارئه لا ينبغي أن يتوقع من الله استجابة دعائه.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وشكا له عدم استجابة دعائه ، فقال الإمام:«إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال :
أوّلها : إنّكم عرفتم الله فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم ، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا.
والثانية : إنّكم آمنتم برسوله ثمّ خالفتم سنّته ، وأمتّم شريعته فأين ثمرة إيمانكم؟! والثّالثة : إنّكم قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به ، وقلتم سمعنا وأطعنا ثمّ خالفتم!
والرّابعة : إنّكم قلتم تخافون من النّار ، وأنتم في كلّ وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟!
والخامسة : إنّكم قلتم ترغبون في الجنّة ، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتكم فيها؟
والسّادسة : إنّكم أكلتم نعمة المولى فلم تشكروا عليها!
والسّابعة : إنّ الله أمركم بعداوة الشّيطان ، وقال : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) ، فعاديتموه بلا قول ، وواليتموه بلا مخالفة.
والثّامنة : إنّكم جعلتم عيوب النّاس نصب أعينكم وعيوبكم وراء ظهوركم تلومون
__________________
(١) نفس المصدر السابق.