وعبد الله بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة ، ويسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ وحذر ، كي لا تخزه الأشواك ، أو تتعلق بثيابه ، يقول :
خل الذّنوب صغيرها |
|
وكبيرها فهو التّقى |
واصنع كماش فوق أر |
|
ض الشّوك يحذر ما يرى |
لا تحقرنّ صغيرة |
|
إنّ الجبال من الحصى! (١) |
هذا التشبيه يفيد أيضا أن التقوى لا تعني العزلة والانزواء عن المجتمع ، بل تعني دخول المجتمع ، وخوض غماره ، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثا.
بشكل عام ، فانّ حالة التقوى والضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان بالله واليوم الآخر. ومعيار فضيلة الإنسان وافتخاره ، ومقياس شخصيته في الإسلام ، حتى أضحت الآية الكريمة : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٢) شعارا إسلاميا خالدا.
يقول الامام عليّ عليهالسلام «انّ تقوى الله مفتاح سداد ، وذخيرة معاد ، وعتق من كلّ ملكة ، ونجاة من كلّ هلكة» (٣).
جدير بالذكر أن التقوى ذات شعب وفروع ، منها التقوى المالية والاقتصادية ، والتقوى الجنسية والاجتماعية والتقوى السياسية ....
* * *
__________________
(١) تفسير أبو الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٢.
(٢) الحجرات ، ١٤.
(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ٢٣٠.