وعند النحاة جملة صغرى تتخلل جملة كبرى على جهة التأكيد.
وقال الشيخ عز الدين في [أماليه] (١) : «الجملة المعترضة تارة تكون مؤكدة ، وتارة تكون مشددة ، لأنها إمّا ألاّ تدلّ على معنى زائد (٢) [على ما دل عليه الكلام بل دلت عليه فقط ، فهي مؤكدة. وإمّا أن تدل عليه وعلى معنى زائد] (٢) ، فهي مشدّدة». انتهى.
٣ / ٥٧ وذكر النحاة مما تتميز به الجملة الاعتراضية عن الحالية كونها طلبيّة ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ) (آل عمران : ١٣٥) ، فإنه معترض بين : (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) (آل عمران : ١٣٥) ، وبين : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) (آل عمران : ١٣٥).
وله أسباب :
منها تقرير الكلام ، كقولك : فلان أحسن بفلان ونعم ما فعل. ورأى من الرأي كذا وكان صوابا.
ومنه قوله تعالى : (تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ) (يوسف : ٧٣) ، (لَقَدْ عَلِمْتُمْ) اعتراض ؛ والمراد تقرير إثبات البراءة من تهمة السرقة.
وقوله : (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) (محمد : ٢). (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل : ٣٤) ، واعترض بقوله : (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل : ٣٤) ، بين كلامها.
وقوله : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) (البقرة : ٢٥).
__________________
(١) ساقط من المخطوطة. والشيخ عز الدين هو عبد العزيز بن عبد السلام السلمي تقدمت ترجمته في ١ / ١٣٢ وأما كتابه أمالي عز الدين بن عبد السلام فهو مخطوط يوجد منه خمس نسخ : نسخة في المتحف البريطاني بعنوان (مسائل وأجوبة في علوم متعددة من القرآن والحديث والفقه) رقم ٧٧١٣ / ٥٧٠ ، ونسخة في المتحف البريطاني بدون عنوان ، رقم ـ ٩٦٩١ ـ add ونسخة في دار الكتب المصرية رقم (٧٧ تفسير م) عنوانها (فوائد العز بن عبد السلام ، وتسمى أيضا إعجاز القرآن) ١٦٦ ورقة. ونسخة في الخزانة الآلوسية في مكتبة المتحف العراقي وعنوانها (فوائد في علوم القرآن) رقم ٨٧٥٤ ـ ٢٣٤ صفحة. ونسخة في مكتبة كوبرللي باستنبول رقم ٤٤ ـ ٩٣ صفحة. (العز بن عبد السلام حياته للوهيبي ص : ١١٩).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط.