[١٧١ / ب] ومنها قصد التنزيه ، كقوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) (النحل : ٥٧) ، فاعتراض (١) (سُبْحانَهُ) لغرض التنزيه والتعظيم ، وفيه الشناعة على من جعل البنات لله.
ومنها قصد التبرك ، وكقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) (الفتح : ٢٧).
ومنها قصد التأكيد : كقوله : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة : ٧٥ ـ ٧٦).
وفيها اعتراضان ؛ فإنه اعترض بقوله ؛ (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ) (الواقعة : ٧٦) بين القسم وجوابه ، واعترض بقوله : (لَوْ تَعْلَمُونَ) (الواقعة : ٧٦) بين الصفة والموصوف ؛ والمراد تعظيم شأن ما أقسم به من مواقع النجوم ، وتأكيد إجلاله في النفوس ، لا سيما بقوله : (لَوْ تَعْلَمُونَ) (الواقعة : ٧٦).
وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً* أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ) (الكهف : ٣٠ ـ ٣١) ف «أولئك» الخبر و «إنّا لا نضيع» اعتراض.
ومنها كون الثاني بيانا للأول ، كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة : ٢٢٢) ، فإنه اعتراض وقع بين قوله : (فَأْتُوهُنَ) (البقرة : ٢٢٢) ، وبين قوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) (البقرة : ٢٢٣) ، وهما متصلان معنى ؛ لأنّ الثاني بيان للأول ؛ كأنه قيل : فأتوهنّ من حيث يحصل منه الحرث. وفيه اعتراض بأكثر من جملة.
ومنها تخصيص أحد المذكورين بزيادة التأكيد على أمر علق بهما ، كقوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) (لقمان : ١٤) ، فاعترض بقوله : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) (لقمان : ١٤) بين ووصّينا ، وبين الموصّى به ، وفائدة ذلك إذكار الولد بما كابدته أمه من المشقة في حمله وفصاله ، فذكّر الحمل والفصال يفيد زيادة التوصية بالأم ، لتحمّلها من المشاق والمتاعب في حمل الولد ما لا يتكلفه الوالد ، ولهذا جاء في الحديث التوصية بالأم ثلاثا ، وبالأب مرة.
__________________
(١) في المخطوطة «فاعترض».