كقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) (المائدة : ١٣). (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) (آل عمران : ١٥٩).
وقوله : (قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) (مريم : ٢٩) (١) [قيل : (كانَ) هاهنا زائدة ؛ وإلا لم يكن فيه إعجاز ؛ لأن الرجال كلهم كانوا في المهد ،] (١) وانتصب (صَبِيًّا) على الحال.
وقال ابن عصفور (٢) : هي في كلامهم زيدت في وسط الكلام للتأكيد ؛ وهي مؤكدة للماضي في (قالُوا).
ومنه زيادة «أصبح» ، قال حازم (٣) : «إن كان الأمر الذي ذكر أنه أصبح فيه [لم] (٤) يكن أمسى فيه ، فليست زائدة ، وإلا فهي زائدة ؛ كقولك : أصبح العسل حلوا».
وأجاب الرمّاني (٥) عن قوله : (فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) (المائدة : ٥٣) ، «فإن العادة أن من به علة تزاد عليه بالليل يرجو الفرج عند الصباح ، فاستعمل «أصبح» لأن الخسران جعل لهم في الوقت الذي يرجون فيه الفرج ، فليست زائدة».
وهو معنى قول غيره : «إنها تأتي للدوام واستمرار الصفة ، كقوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ) (الأحقاف : ٢٥) ، (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) (القصص : ٨٢).
وأما قوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل : ٥٨) [فهو على] (٦) الأصل ، لظهور الصفة نهارا ، والمراد الدوام أيضا ، أي استقرت له الصفة نهاره.
٣ / ٧٢ واعلم أن الزّيادة واللغو من عبارة البصريين ، والصلة والحشو من عبارة الكوفيين ،
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) هو علي بن مؤمن أبو الحسن ابن عصفور تقدمت ترجمته في ١ / ٤٦٦.
(٣) هو حازم بن محمد. تقدمت ترجمته في ١ / ١٥٥.
(٤) ساقط من المطبوعة.
(٥) هو علي بن عيسى أبو الحسن الرمّاني تقدمت ترجمته في ١ / ١١١.
(٦) عبارة المخطوط «فعلى».