بأبي ليلة ، ففعل (١) ، فقال له : إن عادة العرب إذا عدلت بالشيء عن معناه نقصت حروفه ، والليل لما كان لا يسري ، وإنما يسرى فيه ، نقص منه حرف ، كما في قوله : (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (مريم : ٢٨) ، الأصل «بغيّة» فلما حوّل (٢) ونقل عن فاعل نقص منه حرف. انتهى.
ومنها : رعاية الفاصلة ، نحو : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (الضحى : ٣). (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (الفجر : ٤) ونحوه. وقال (٣) الرّماني (٤) : إنما حذفت الياء في الفواصل لأنها على نية الوقف ، وهي في ذلك كالقوافي التي لا يوقف عليها بغير ياء.
ومنها : أن يحذف صيانة له ؛ كقوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (الشعراء : ٢٣) إلى قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (الشعراء : ٢٨) ؛ حذف المبتدأ في ثلاثة مواضع : قبل (٥) ذكر الرب ، أي هو رب السموات. والله ربكم. والله رب المشرق ؛ لأن موسى عليهالسلام استعظم حال فرعون وإقدامه على السؤال تهيّبا وتفخيما ، فاقتصر على ما يستدلّ به من أفعاله الخاصة به ، ليعرّفه أنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ومنها : صيانة اللسان عنه ، كقوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) (البقرة : ١٨) ، أي [هم] (٦).
ومنها : كونه لا يصلح إلا له ، كقوله تعالى ؛ ()(عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) (المؤمنون : ٣ / ١٠٨ ٩٢). (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (البروج : ١٦).
ومنها ؛ شهرته حتى يكون ذكره وعدمه سواء ، قال الزمخشريّ : وهو نوع من دلالة الحال التي لسانها أنطق من لسان المقال ، كقول رؤبة : خير ، [جواب] (٧) لمن (٨) قال ؛
__________________
(١) في المخطوطة (ففعله).
(٢) في المخطوطة (حوّله).
(٣) في المخطوطة (قال).
(٤) هو أبو الحسن علي بن عيسى الرماني تقدم التعريف به في ١ / ١١١.
(٥) في المخطوطة (قيل).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) في المطبوعة (من).