وقوله : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) (آل عمران : ٢٦) تقديره «والشرّ» إذ مصادر الأمور كلها بيده جلّ جلاله ؛ وإنما آثر ذكر الخير ؛ لأنه مطلوب [العباد] (١) ومرغوبهم إليه ؛ أو لأنه أكثر وجودا في العالم من الشر ؛ ولأنه يجب في باب الأدب (٢) ألاّ يضاف إلى الله تعالى ، كما قال صلىاللهعليهوسلم : «والشرّ ليس إليك» (٣).
وقيل : إن الكلام إنما ورد ردّا على المشركين فيما أنكروه مما وعده الله به على لسان جبريل ، من فتح بلاد الروم وفارس ؛ ووعد (٤) النبي صلىاللهعليهوسلم أصحابه بذلك ؛ فلما كان الكلام في الخير خصّه بالذكر باعتبار الحال [بالذكر] (٥).
٣ / ١٢٠ وقوله : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة : ٣) أي والشهادة ؛ لأن الإيمان بكلّ منهما واجب ، وآثر الغيب لأنه أبدع (٦) ، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس.
ومثله : (أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً* عالِمُ الْغَيْبِ) (الجن : ٢٥ ـ ٢٦) ، أي والشّهادة ، بدليل التصريح به في موضع آخر.
وقوله : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) (البقرة : ٢٠) ؛ فإنه سبحانه ذكر أولا الظلمات والرعد والبرق ، وطوى الباقي.
ومنه قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ) (الإسراء : ٦٧) أي والبرّ ، وإنما آثر ذكر البحر لأن ضرره أشدّ.
وقوله : (وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) (الصافات : ٥) ، أي والمغارب.
وقوله : (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) (البقرة : ٢٧٣) ، أي ولا غير إلحاف.
وقوله : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ) (آل عمران : ١١٣) ، أي وأخرى غير قائمة.
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (الآداب).
(٣) أخرجه من حديث طويل عن علي رضياللهعنه ، أوله ، أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال : وجهت وجهي مسلم في الصحيح ١ / ٥٣٤ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (٦) ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامة (٢٦) ، الحديث (٢٠١ / ٧٧١).
(٤) في المخطوطة (ووعيد).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (أمدح).