وإنّي لتعروني لذكراك هزّة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر (١) |
أي هزة بعد انتفاضة ، كما انتفض العصفور بلله القطر ، ثم [اهتزّ] (٢). كذا قاله جماعة. وأنكره ابن الصائغ (٣) ، وقال : هذا التقدير لا يحتاج إليه ولو يكون لكان خلفا ؛ وإنّما أحوجهم إليه أنهم رأوا أنه لا يلزم من إدخالها خروجها ؛ و «يخرج» مجزوم على الجواب ، فاحتاج أن نقدّر جوابا لازما ، وشرطا [ملزوما] (٤) ؛ حذفا لأنهما نظير (٥) ما ثبت ؛ لكن وقع في تقدير ما لا يفيد ؛ لأنه معلوم أنه إن أدخلها تدخل ، لكنّه قد يقدّره تقديرا بعيدا ؛ وهو : أدخلها تدخل [كما هي] (٦) ، وأخرجها تخرج بيضاء ؛ وهو بعد (٧) ذلك ضعيف ، فيقال له : لا يلزم في الشرط وجوابه أن يكون اللزوم بينهما ضروريّا بالفعل (٨) ؛ فإذا قيل : إن جاءني زيد أكرمته ؛ [فهذا] (٩) اللازم بالوضع ؛ وليس بالضرورة ، والإكرام لازم للمجيء ، بل لوضع المتكلم فالموضوع [هنا] (٩) أن الإدخال سبب في خروجها بيضاء بقدرة الله تعالى ؛ ألا ترى أنه لا يلزم من إخراجها أن تخرج بيضاء لزوما (١٠) ضروريّا إلا بضرورة صدق الوعد. فإن قال : لم أرد هذا ؛ وإنما أردت أنها لا تخرج إلا حتى تخرج. قيل : هذا (١١) من المعلوم الذي لا معنى للتنصيص عليه.
٣ / ١٣١ [١٨٥ / أ] ومنه قوله تعالى : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) (التوبة : ١٠٢) ، (١٢) [أصل الكلام : خلطوا عملا صالحا بسيّئ ، آخر سيئا] (١٢) بصالح ؛ لأن الخلط يستدعي مخلوطا ومخلوطا به ؛ أي تارة أطاعوا وخلطوا الطاعة بكبيرة ، وتارة عصوا وتداركوا المعصية بالتوبة.
__________________
(١) البيت لأبي صخر الهذلي انظر الأمالي لأبي على القالي ١ / ١٤٩ (طبعة دار الكتب) ، وهو من شواهد ابن عقيل الشاهد رقم (٢٠٧) حروف الجر. والإنصاف ١ / ٢٥٣. المسألة (٣٢).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) علي بن محمد الكتامي تقدم التعريف به في ٢ / ٣٦٤.
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (نظيرا).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (مفيد).
(٨) في المخطوطة (بالعقل).
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) في المخطوطة (لضرر ما).
(١١) في المخطوطة (هاهنا).
(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.