الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) (البقرة : ٣ / ١٥٩). ويدلّ له قوله : (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) (المائدة : ١٥).
وقوله : (فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) (الرعد : ١٧) ؛ أي بقدر مياهها.
وقوله : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) (يوسف : ٢٤) ، أي هم بدفعها ، أي عن نفسه في هذا التأويل بتنزيه يوسف صلىاللهعليهوسلم عما لا يليق به ؛ لأنّ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون من الصغائر والكبائر (١) ، وعليه فينبغي الوقف على قوله : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) (يوسف : ٢٤).
تنبيه
أعلم أنّ المضاف إذا علم جاز حذفه مع الالتفاف إليه ؛ فيعامل معاملة الملفوظ به ؛ من عود الضمير عليه [وغير ذلك] (٢) ، ومع اطّراحه يصير (٣) الحكم في عود الضمير للقائم مقامه.
فمثال استهلاك حكمه وتناسي أمره قوله تعالى : (٤) [(وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (يوسف : ٨٢) إذ لو راعى المحذوف لجرّ القرية ، وجوزوا أيضا مراعاة المحذوف بدليل قوله تعالى] (٤) (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ) (النور : ٤٠) ؛ فإن الضمير في (يَغْشاهُ) عائد على المضاف المحذوف بتقدير أو كذي ظلمات.
وقوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ) (البقرة : ١٩) أي كمثل ذوي صيّب ؛ ولهذا رجع الضمير إليه مجموعا في قوله [تعالى] (٥) : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ [فِي آذانِهِمْ]) (٦) (البقرة : ١٩) ؛ [ولو] (٧) لم يراع لأفراده (٦) أيضا.
__________________
(١) تقديم وتأخير في المخطوطة (الكبائر والصغائر).
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (فيصير).
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) عبارة المخطوطة (لأفرده وكثيره أيضا).