وجعله السكاكي (١) من الضرب الأول ؛ أعني مما حذف [فيه] (٢) للاختصار مع الإرادة.
والأقرب قول الزمخشريّ ، ورجح الحريريّ (٣) قول السكاكي أنه للاختصار ، فإن (٤) الغنم ليست ساقطة (٥) عن الاعتبار بالأصالة ؛ فإن فيها ضعفا عن المزاحمة ، والمرأتان فيهما ضعف ، فإذا انضمّ إلى ضعف المسقيّ (٦) ضعف الساقي ، كان ذلك أدعى للرحمة والإعانة.
وكقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) (الليل : ٥).
وقوله : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (النجم : ٤٨).
٣ / ١٧٨ وقوله : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى * وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (النجم : ٤٣ ـ ٤٤).
وإنما ذكر المفعول في قوله : (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ [الذَّكَرَ وَالْأُنْثى]) (٧) (النجم : ٤٥) ؛ لأن المراد جنس الزوجين فكأنه قال : يخلق كلّ ذكر و [كل] (٨) أنثى ، وكان ذكره هنا أبلغ ليدلّ على عموم ثبوت الخلق له بالتصريح.
وليس منه قوله تعالى : (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) (الأحقاف : ١٥) ، لوجود العوض من المفعول به لفظا ، أو هو المفعول به وهو قوله : (فِي ذُرِّيَّتِي) (الأحقاف : ١٥) ، ومعنى الدعاء به قصر الإصلاح [له] (٩) على الذرية ؛ إشعارا بعنايته بهم.
وقوله : (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر : ٣ ـ ٤) ، أي عاقبة أمركم ؛ لأن سياق القول في التهديد والوعيد.
__________________
(١) انظر مفتاح العلوم : ٢٢٩. فصل اعتبارات الفعل وما يتعلق به (ترك مفعوله).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) تصحفت في المطبوعة إلى (الجزري). والحريري هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان تقدم في ١ / ١٦٤.
(٤) في المخطوطة (فإنه).
(٥) في المخطوطة (ما قطعه) بدل (ليست ساقطة).
(٦) في المخطوطة (السقي).
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) ساقطة من المخطوطة.