ومن أمثلة هذا الضرب قوله تعالى : (يُحْيِي وَيُمِيتُ) (البقرة : ٢٥٨).
وقوله : (لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ) (مريم : ٤٢).
وقوله : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ) (القصص : ٢٣) [الخ الآية] (١) ؛ حذف منها المفعول خمس مرات ؛ لأنه غير مراد ؛ وهو قوله (يَسْقُونَ) ، وقوله (تَذُودانِ) ، وقوله : (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ) (القصص : ٢٣) (٢) [فيمن قرأ بكسر الدال وقوله (فَسَقى لَهُما) والتقدير «يسقون مواشيهم وتذودان عنهما ولا نسقي عنها حتى يصدر] (٢) الرّعاء مواشيهم فسقى لهما غنمهما.
٣ / ١٧٧ وقوله : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ) (الأعراف : ٨٨) قيل : لو ذكر المفعول فيها نقص المعنى ؛ والمراد أن الله تعالى له الإحياء والإماتة ؛ وأن إلههم ليس له سمع ولا بصر ، وأن موسى عليهالسلام وجد قوما يعانون السقي ، وامرأتين تعانيان الذّود ، وأخبرتاه أنّا لا نستطيع السقي ؛ فوجدا (٣) من موسى عليهالسلام لهما (٤) السقي ، ووجد من أبيهما مكافأة على السقي. وهذا مما حذف لظهور المراد ؛ وأن القصد (٥) الإعلام بأنه كان من الناس في تلك الحالة سقي ، ومن المرأتين ذود ، وأنهما (٦) قالتا : لا يكون منّا سقي حتى يصدر الرعاء ، وأنّ موسى سقى بعد ذلك ؛ فأمّا أنّ المسقي (٧) غنم أو إبل أو غيره فخارج عن المقصود ؛ لأنه لو قيل : يذودان غنمهما لجاز أن يكون الإنكار لم يتوجه من موسى [عليهالسلام] (٨) على الذّود [من حيث هو ذود] (٩) ؛ بل من حيث هو ذود (١٠) غنم ؛ حتى لو كان ذود إبل [لم] (٩) ينكره.
واعلم أنّا جعلنا هذا من الضرب الثاني موافقة للزمخشري (١١) ؛ فإنه قال : ترك المفعول لأن الغرض هو الفعل لا المفعول ، ألا ترى أنه إنما رحمهما لأنهما كانتا على الذياد وهم على السقي ، ولم يرحمهما لأن مذودهما غنم ومسقيّهم إبل (١٢) [١٩٤ / أ] ، وكذلك قولهما : (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) (القصص : ٢٣) المقصود منه السقي لا المسقيّ.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (فوجد).
(٤) في المخطوطة (بها).
(٥) في المخطوطة (المقصود).
(٦) في المخطوطة (أنهما).
(٧) في المخطوطة (السقي).
(٨) ليست في المطبوعة.
(٩) ليست في المخطوطة.
(١٠) في المخطوطة (ذوا).
(١١) في الكشاف ٣ / ١٦٢.
(١٢) في المخطوطة (مستقيم مثلا).