وقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) (لقمان : ٢٧) ، [جواب لو] (١) محذوف ، والتقدير : لنفدت (٢) هذه الأشياء وما نفدت كلمات الله. ويحتمل أن يكون «ما نفدت» هو الجواب مبالغة في نفي النفاد ؛ لأنه إذا كان نفي النفاد لازما على تقدير كون ما في الأرض من شجرة أقلاما (٣) والبحر مدادا لكان (٤) لزومها على تقدير عدمها أولى.
وقوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) (النساء : ١١٣). فإنه قد قيل : ظاهره نفي وجود الهمّ منهم بإضلاله ، وهو خلاف الواقع ؛ فإنهم همّوا وردّوا ٣ / ١٨٥ القول (٥).
وقيل : قوله : (لَهَمَّتْ) ليس جواب [«لو»] (٦) بل هو كلام تقدم على «لو» ، وجوابها مقول على طريق القسم ، وجواب «لو» محذوف تقديره (لَهَمَّتْ) (٧) طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ (النساء : ١١٣) ، لو لا (٨) فضل الله عليك لأضلّوك.
وقوله : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) (يوسف : ٢٤) ، (٩) [أي همت بمخالطته ، وجواب «لو لا» محذوف ؛ أي لو لا أن رأى برهان ربه] (٩) لخالطها.
وقيل : لو لا أن رأى برهان ربه لهمّ بها ؛ والوقف على هذا (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) (يوسف : ٢٤) ، والمعنى أنه لم يهمّ بها.
ذكره أبو البقاء (١٠). والأوّل للزمخشريّ (١١).
__________________
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (لفقدت).
(٣) في المخطوطة (أقلام).
(٤) في المخطوطة (وكان).
(٥) في المخطوطة (ورأوا بالقول).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (لو همت).
(٨) في المخطوطة (ولو لا).
(٩) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(١٠) العكبري ، وانظر كتابه إملاء ما من به الرحمن ٢ / ٢٨.
(١١) انظر الكشاف ٢ / ٢٤٩.