ولا يجوز (١) تقديم جواب «لو» عليها لأنه في حكم الشرط ، وللشرط (٢) صدر الكلام.
وقوله : (وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) (البقرة : ٧٠) جواب الشّرط محذوف ؛ يدلّ عليه قوله : إنا لمهتدون أي إن شاء الله اهتدينا. وقد توسّط الشرط هنا بين جزأي [١٩٥ / ب] الجملة بالجزاء ؛ لأن التقديم على الشرط ، فيكون دليل الجواب متقدما على الشرط ؛ والذي حسّن تقديم الشرط عليه الاهتمام بتعليق الهداية بمشيئة الله تعالى.
وقوله تعالى : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ) (الأنبياء : ٣٩) ، تقديره : لما استعجلوا فقالوا متى هذا الوعد.
٣ / ١٨٦ وقال الزجاج : تقديره «لعلموا صدق الوعد» لأنهم قالوا : متى هذا الوعد ، وجعل الله [تعالى] (٣) الساعة موعدهم فقال تعالى : (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً) (الأنبياء : ٤٠).
وقيل : تقديره : «لما أقاموا على كفرهم [ولندموا] (٤) أو تابوا (٥)».
وقوله [تعالى] (٣) في سورة التكاثر : (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (التكاثر : ٥) تقديره لما : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) (التكاثر : ١).
وقيل تقديره : لشغلكم ذلك عمّا أنتم فيه.
وقيل : لرجعتم عن كفركم أو لتحققتم (٦) مصداق ما تحذرونه.
وقوله : (قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً [وَلا يَهْتَدُونَ]) (٧) (البقرة : ١٧٠) ، أي لا يتبعونهم.
وقوله : (قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون : ١١٤) تقديره : «لآمنتم» أو «لما كفرتم» أو «لزهدتم (٨) في الدنيا» أو «لتأهبتم للقائنا».
ونحوه : (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) (القصص : ٦٤) ، أي يهتدون في الدنيا لما رأوا العذاب في الآخرة ، أو لما اتبعوهم.
__________________
(١) في المخطوطة (ويجوز).
(٢) في المخطوطة (والمشروط).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (وتابوا).
(٦) في المخطوطة (ولتحققتم).
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) في المخطوطة (لهبتم).