وقوله : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (هود : ٨٠) ، قال محمد بن إسحاق (١) : معناه لو أنّ لي قوة لحلت بينكم وبين المعصية.
وقوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) (سبأ : ٥١) ، أي رأيت ما يعتبر به عبرة عظيمة.
وقوله [تعالى] (٢) عقب آية اللّعان (٣) : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ ٣ / ١٨٧ حَكِيمٌ) (النور : ١٠) ، قال الواحدي (٤) : قال الفراء : جواب «لو» محذوف لأنه معلوم المعنى ، وكلّ ما (٥) علم فإن العرب تكتفي بترك جوابه ؛ ألا ترى أن الرجل يشتم الرجل ، فيقول المشتوم : أما والله لو لا (٦) أبوك ... فيعلم أنك تريد (٧) : لشتمتك.
وقال (٨) المبرّد : تأويله والله أعلم : لهلكتم ، أو (٩) لم يبق لكم باقية ، أو لم يصلح أمركم ، ونحوه من الوعيد الموجع ، فحذف لأنه لا يشكل.
وقال الزجاج : المعنى لنال الكاذب منكم أمر عظيم ؛ وهذا أجود مما قدّره المبرد.
وكذلك «لو لا» التي بعدها في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (النور : ٢٠) ، جوابها محذوف ؛ وقدّره بعضهم في الأولى : لافتضح (١٠) فاعل ذلك ؛ وفي الثانية : لعجّل عذاب فاعل ذلك ؛ وسوّغ الحذف طول الكلام بالمعطوف ، والطول داع للحذف.
وقوله : (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) (القصص : ٤٧) جوابها محذوف ، أي لو لا احتجاجهم بترك الإرسال إليهم لعاجلناهم بالعقوبة.
__________________
(١) هو محمد بن إسحاق صاحب المغازي والسيرة وقوله أخرجه الطبري في التفسير ١٢ / ٥٣ عنه تفسيره للآية.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (للعالمين).
(٤) هو علي بن أحمد الواحدي تقدمت ترجمته في ١ / ١٠٥. وانظر قول الفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٤٧.
(٥) في المخطوطة (وكلما).
(٦) في المخطوطة (إلا).
(٧) عبارة المخطوطة (فتعلم أنه يريد).
(٨) في المخطوطة (قال).
(٩) في المخطوطة (ولم).
(١٠) في المخطوطة (لفضح).