وقال مقاتل (١) : تقديره لأصابتهم مصيبة.
وقال الزجاج : لو لا ذلك لم يحتج إلى إرسال الرسول ومواترة الاحتجاج.
وقوله : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) (القصص : ١٠) ، أي لأبدت.
٣ / ١٨٨ وقوله تعالى : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) (الإسراء : ١٠٠) ، تقديره : لو (٢) تملكون ، [تملكون] (٣) ، فأضمر «تملك» (٤) الأولى على شريطة التفسير وأبدل من الضمير المتصل ، الذي هو «الواو» ضمير منفصل (٥) ، وهو «أنتم» لسقوط ما يتصل به من الكلام ، ف «أنتم» فاعل الفعل المضمر ، «وتملكون» تفسيره.
قال الزمخشريّ (٦) : هذا ما يقتضيه الإعراب ؛ فأما ما يقتضيه علم البيان ، فهو أنّ (٧) أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص ، وأن الناس هم المختصون بالشحّ المتتابع ؛ وذلك لأن الفعل [١٩٦ / أ] الأول لما سقط لأجل المفسّر برز (٨) الكلام في صورة المبتدأ والخبر.
ومن حذف الجواب قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (يس : ٤٥) ، أي أعرضوا؟ بدليل قوله بعده : (إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (يس : ٤٦).
وقوله في قصة إبراهيم في الحجر : (فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) (الحجر : ٥٢) ، وفي غيرها من السور : (قالُوا سَلاماً) (الفرقان : ٦٣) ، (قالَ سَلامٌ) (الذاريات : ٢٥) ، قال الكرمانيّ (٩) : لأن هذه السورة متأخرة عن الأولى ، فاكتفى بما في هذه ؛ ولو ثبت تعدّد الوقائع لنزلت على واقعتين.
__________________
(١) هو مقاتل بن سليمان الأزدري. تقدم التعريف به في ١ / ٩٨.
(٢) في المخطوطة (لو لا).
(٣) زيادة من الكشاف يقتضيها السياق.
(٤) في المخطوطة (تملكون).
(٥) في المخطوطة (ضميرا منفصلا).
(٦) في الكشاف ٢ / ٣٧٦.
(٧) في المخطوطة (من) بدل (فهو أن).
(٨) في المخطوطة (صار).
(٩) هو برهان الدين محمود بن حمزة بن نصر الكرماني تقدمت ترجمته في ١ / ٢٠٦.