الثالث : أن يكون جوابا لسؤال وقع ، كقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (لقمان : ٢٥).
وقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ) (العنكبوت : ٦٣).
وقوله (١) : ([وَقالُوا] (٢) كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) (البقرة : ١٣٥) ٣ / ٢٠١ أي بل نتبع. أو جوابا لسؤال مقدّر ؛ كقراءة (٣) : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ* رِجالٌ) (النور : ٣٦ ـ ٣٧) ببناء الفعل للمفعول ؛ فإنّ التقدير : يسبّحه [فيها] (٤) رجال.
وفيه فوائد : منها الإخبار بالفعل مرّتين. ومنها جعل الفضلة عمدة.
ومنها : أنّ الفاعل فسّر بعد اليأس منه كضالة وجدها بعد اليأس ، ويصحّ أن يكون «يسبّح» بدل من «يذكر» على طريقة : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى : ١) و «له فيها» خبر مبتدأ هو «رجال».
مثله قراءة من قرأ (٥) : (زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) (الأنعام : ١٣٧) ، قال أبو العباس : المعنى زيّنه شركاؤهم ؛ فيرفع الشركاء بفعل مضمر دلّ عليه «زيّن».
ومثله (٦) قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) (الأنعام : ١٠٠) إن جعلنا قوله «لله شركاء» (٧) مفعولي «جعلوا» ، لأن «لله» في موضع الخبر [١٩٨ / ب] المنسوخ ، وشركاء (٨) (٩) [نصب في موضع المبتدأ. وعلى هذا فيحتمل وجهين : أحدهما أن يكون مفعولا بفعل] (٩) محذوف دل عليه
__________________
(١) زيادة في المخطوطة كلمة (تهتدون) في هذا الموضع.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) قرأ ابن عامر وأبو بكر بفتح الباء في (يسبّح له). والباقون بكسرها (التيسير : ١٦٢).
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) قرأ ابن عامر «وكذلك زيّن» بضم الزاي وكسر الياء «قتل» برفع اللام «أولادهم» بنصب الدال «شركائهم» بخفض الهمزة ، والباقون بفتح الزاي ونصب اللام وخفض الدال ورفع الهمزة. (التيسر : ١٠٧).
(٦) في المخطوطة (ومنه).
(٧) في المخطوطة (شركاء لله شركاء).
(٨) في المخطوطة (وشركاؤكم).
(٩) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.