سؤال مقدّر ، كأنّه (١) [قيل : أجعلوا لله شركاء؟] (١) قيل : جعلوا الجنّ ، فيفيد الكلام إنكار الشريك مطلقا ، فدخل اعتقاد الشريك من غير الجن (٢) في إنكار (٣) دخول اتخاذه من الجن.
والثاني : ذكره الزمخشريّ أنّ الجنّ بدل من «شركاء» ، فيفيد إنكار الشريك مطلقا ، كما سبق ، وإن جعل (٤) «لله» صلة كان «شركاء الجن» مفعولين ، قدم ثانيهما على أولهما (٥) ؛ وعلى هذا فلا حذف (٥).
٣ / ٢٠٢ فأما على الوجه الأول فقيل : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) (الأنعام : ١٠٠) ، ولم يقل : «وجعلوا الجنّ شركاء لله» تعظيما لاسم الله [تعالى] (٦) ؛ لأنّ شأن الله أعظم في النفوس ؛ فإذا قدم «لله» والكلام فيه
يستدعي طلب المجعول له ما هو؟ فقيل : شركاء وقع في غاية التشنيع ؛ لأنّ النفس منتظرة لهذا المهمّ المعلّق بهذا المعظم نهاية التعظيم ؛ فإذا علم أنّه علّق به هذا المستبشع (٧) في النهاية ، كان أعظم موقعا من العكس ؛ لأنّه إذا قيل : وجعلوا شركاء (٨) [لم] (٩) يعطه تشوف النفوس (١٠) ؛ لجواز أن يكون : جعلوا شركاء في أموالهم وصدقاتهم أو غير ذلك.
الثالث : أنّ الجعل غالبا لا يتعلق بالله ويخبر به إلا وهو جعل مستقبح كاذب ؛ إذ لا يستعمل جعل الله رحمة ومشيئة وعلما (١١) ؛ ونحوه ، لا سيّما بالاستقراء القرآني ؛ ك (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) (النحل : ٥٧) (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) (النحل : ٦٢) إلى غير ذلك (١٢) [فإذا قيل وجعلوا عصبه اقترحوها وافتروها وقصدوا بها تشوّف النفوس إلى ذلك ما لا يحصل في جعلوا شركاء] (١٣).
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (الحق).
(٣) في المخطوطة (الإنكار).
(٤) في المخطوطة (جعلنا).
(٥) عبارة المخطوطة (وهذا على خلاف).
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (المتشبع).
(٨) في المخطوطة (وجعله شركاؤكم).
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) في المخطوطة (النفس).
(١١) في المخطوطة (وغالبا).
(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.