الشيء أمر بضدّه ؛ ولأنّ (١) النهي تكليف ، وتكليف العدم محال ؛ لأنه ليس مقدورا ، فثبت أنّ متعلّق التكليف أمر وجوديّ ، ينافي المنهيّ عنه وهو الضدّ.
وحمله الكسائيّ على إضمار «كان» أي يكن الانتهاء خيرا (٢) لكم. ويمنعه إضمار كان ، ولا تضمر في كل [١٩٩ / أ] موضع ، ومن (٣) جهة المعنى إذ من ترك ما نهي عنه فقد سقط عنه اللوم وعلم أن ترك المنهيّ عنه خير من فعله ، فلا فائدة في قوله «خيرا».
وحمله الفراء على أنه صفة لمصدر محذوف ، أي انتهوا انتهاء خيرا [لكم] (٤). وقال : إنّ هذا الحذف لم يأت إلا فيما كان أفعل ، نحو خير لك ، وأفعل.
٣ / ٢٠٤ ورد مذهبه ومذهب الكسائي بقوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) (النساء : ١٧١) (٥) [لو حمل على ما قالا لا يكون خيرا] (٥) لأن من انتهى عن التثليث وكان معطّلا لا يكون خيرا له. وقول سيبويه : وائت خيرا يكون أمرا بالتوحيد الذي هو خير. فلله در الخليل وسيبويه ، ما أطلعهما على المعاني! وقوله : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) (يونس : ٧١) ، إن لم يجعل مفعولا معه ، أي وادعوا شركاءكم ، وبإظهار «ادعوا» قرأ أبيّ (٦) ، وكذلك هو مثبت في مصحف ابن مسعود.
وقوله تعالى : (فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) (الصافات : ٩٣) ، قال ابن الشجري (٧) : معناه مال عليهم يضربهم ضربا. ويجوز نصبه على الحال ؛ نحو أتيته مشيا ، [أي ماشيا] (٨). (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً) (البقرة : ٢٦٠) أي ساعيات. وقوله :
__________________
(١) في المخطوطة (لأن).
(٢) في المخطوطة (خير).
(٣) في المخطوطة (من).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٦) ذكرها أبو حيان في البحر المحيط ٥ / ١٧٩.
(٧) هو هبة الله بن علي الحسني المعروف بابن الشجري تقدم التعريف به في ٢ / ٤٧٥. وانظر أماليه ٢ / ١٦٥.
(٨) ساقطة من المخطوطة.