وقيل : تقديره كان الناس أمّة واحدة كفارا ، فبعث الله النبيين ، فاختلفوا والأول أوجه.
وقوله : (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (الأعراف : ٦٣) ، (١) [فالهمزة للإنكار ، والواو للعطف ، والمعطوف عليه محذوف تقديره : أكذّبتم وعجبتم أن جاءكم] (١).
وقوله : (قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (الأعراف : ١١٤) ، هو معطوف على محذوف سدّ مسدّه حرف الإيجاب ؛ كأنّه قال إيجابا لقولهم : (إِنَّ لَنا لَأَجْراً) (الأعراف : ١١٣) ، (٢) نعم إن لكم أجرا وإنكم لمن المقربين (٢).
وقوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ) (البقرة : ١٨٤) ، أي فأفطر (٣) فعدة ، خلافا للظاهرية حيث أوجبوا الفطر على المسافر أخذا من الظاهر (٤).
وقوله [تعالى] (٥) : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ) (البقرة : ١٩٦) ، أي فحلق ففدية.
وقوله : (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها) (البقرة : ٧٣) ، قال الزمخشري (٦) : التقدير فضربوه فحيي ، فحذف ذلك لدلالة قوله : (كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) (البقرة : ٧٣). ٣ / ٢٠٦
وزعم ابن جني أن التقدير في قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) (النساء : ٤١) أن التقدير فكيف [يكون] (٧) إذا جئنا.
***
السادس : أن يدلّ عليه ذكره في موضع آخر ، كقوله [تعالى] (٨) : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً) (البقرة : ٧٢) ، قال الواحديّ (٩) : هو بإضمار «اذكر» ، ولهذا لم يأت لإذ بجواب. ومثله
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) تصحفت العبارة في المخطوطة تكرارا كما يلي (نعم إن لكم لأجرا إنّ لنا لأجرا وإنكم لمن المقربين).
(٣) في المخطوطة (ويفطر).
(٤) انظر المحلى لابن حزم ٦ / ٢٤٣ المسألة (٧٦٢).
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) انظر الكشاف ١ / ٧٦.
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) ساقطة من المطبوعة.
(٩) هو علي بن أحمد الواحدي تقدم التعريف به في ١ / ١٠٥.