الثامن : أن يكون بدلا من مصدره ؛ كقوله تعالى : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) (محمد : ٤) ، وقوله : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) (محمد : ٤) ؛ أي فإما [أن] (١) تمنّوا ، وإما أن تفادوا.
وقد اختلف في نصب «السلام» في قوله تعالى في سورة هود : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً) (هود : ٦٩) وفي الذاريات : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) (الذاريات : ٢٤ ـ ٢٥) ؛ وفي نصبها وجهان :
أحدهما : أن يكون منصوبا (٢) بالقول ، أي يذكرون قولا «سلاما» (٢) فيكون من [باب] (٣) قلت حقا وصدقا.
الثاني : أن يكون منصوبا بفعل (٤) محذوف تقديره : فقالوا سلّمنا سلاما ، أي سلمنا تسليما ؛ فيكون قد حكى الجملة بعد القول ، ثم حذفها واكتفى ببعضها.
والحاصل أنه هل هو منصوب بالقول ، أو بكونه مصدرا لفعل محذوف؟.
ومثله قوله تعالى : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) (النحل : ٣٠) ، منصوب ، ب «قالوا» كقولك فقلت حقا ، أو منصوب بفعل مضمر [أي] (٥) قالوا : أنزل خيرا ، من باب حذف الجملة المحكيّة وتبقية بعضها. ٣ / ٢٠٨
وأما قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (النحل : ٢٤) فمرفوع ؛ لأنه (٦) لا يمكن نصبه على تقدير «قالوا أساطير الأولين» ، لأنهم لم يكونوا يرونه (٧) من عند الله حتى يقولوا ذلك ، ولا هو أيضا من باب : قلت حقا وصدقا ، فلم يبق إلا رفعه (٨).
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) تصحفت عبارة المخطوطة تكرارا كما يلي (بفعل محذوف تقديره فقالوا سلمنا سلاما).
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (بالفعل).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (أنه).
(٧) في المخطوطة (بمنزلة).
(٨) تكررت عبارة في المخطوطة بعد كلمة رفعه ( ... رفعه ، على تقدير قالوا أساطير الأولين).