الجمل في الكلام المحمول بعضه على بعض ، نحو قوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ* قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ* قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ* قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ* قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) (الشعراء : ٢٣ إلى ٢٨) كله محمول بعضه على بعض ، والواو مزيدة (١) ، حذفت لاستقلال الجمل بأنفسها بخلاف المفرد ؛ ولأنه في المفرد ربّما أوقع لبسا في نحو «رأيت زيدا ورجلا عاقلا» ؛ ولو جاز حذف الواو احتمل أن يكون «رجلا» بدلا بخلاف الجملة. ٣ / ٢١٢
وقريب منه قوله [تعالى] (٢) : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ) (القصص : ٧٩) ، أي : وقال.
ومنه الفاء في جواب الشرط على رأي ، وخرّج [عليه] (٢) قوله تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ) (البقرة : ١٨٠) [أي] (٢) فالوصية.
والفاء في العطف كقوله [تعالى] (٣) : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (البقرة : ٦٧) ، تقديره «فقال أعوذ بالله» ، ذكره ابن الشجري في «أماليه» (٤).
وقوله تعالى : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) (الأعراف : ٦٥) (٥) حذف حرف العطف من قوله : (قالَ) ولم يقل : «فقال» كما في قصة نوح ؛ لأنه على تقدير سؤال سائل قال : ما قال لهم هود؟ فقيل : قال يا قوم اعبدوا الله واتقوه (٥).
٣ / ٢١٣ ومنه حذف همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا [جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ] (٦) رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي) (الأنعام : ٧٦) ، أي أهذا [ربي] (٧)؟
__________________
(١) في المخطوطة (مزادة).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) الأمالي الشجرية ١ / ٧٩ و٣٧١.
(٥) العبارة في المخطوطة كتبت كما يلي (واتقوا الله ، وكذلك قال الملأ ، وأخاهم عطف على قوله نوحا. وهودا عطف بيان).
(٦) ليست في المخطوطة.