وقوله : (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) (النساء : ٧٩) [أي أفمن نفسك] (١)!
وقوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ [تَمُنُّها عَلَيَ]) (٢) (الشعراء : ٢٢) أي أو تلك نعمة! وقوله : (إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) (يوسف : ٩٠) على قراءة ابن كثير (٣) بكسر الهمزة ، على خلاف في ذلك جميعه.
ومنه حذف ألف ما الاستفهامية مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية كقوله [تعالى] (٤) : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ) (البقرة : ٩١) ، (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) (النازعات : ٤٣) ، (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) (النبأ : ١) ، و (مِمَّ خُلِقَ) (الطارق : ٥).
ومنه حذف الياء في (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (الفجر : ٤) للتخفيف ورعاية الفاصلة.
ومنه حذف حرف النداء ، كقوله : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) (آل عمران : ٦٦) ، [أي يا هؤلاء] (٥).
وقوله : (يُوسُفُ) (يوسف : ٢٩) ، أي يا يوسف.
وقوله : (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ) (مريم : ٤) ، أي يا رب.
ويكثر في المضاف نحو : (فاطِرَ السَّماواتِ) (يوسف : ١٠١). (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً) (المائدة : ١١٤).
وكثر ذلك في نداء الربّ سبحانه [وتعالى] (٦) ؛ وحكمة ذلك دلالته على التعظيم والتنزيه ؛ لأن النداء يتشرّب معنى الأمر ؛ لأنك إذا قلت : يا زيد ، فمعناه أدعوك يا زيد ، فحذفت «يا» من نداء الرب ؛ ليزول معنى الأمر ، ويتمحّض التعظيم (٧) والإجلال.
٣ / ٢١٤ وقال الصفار (٨) : يجوز حذف حرف النداء من المنادى ، إلاّ إذا كان المنادى نكرة مقبلا عليها [أولا] (٩) ؛ إذ لا دليل عليه ؛ وإلا إذا كان اسم إشارة.
__________________
(١) ليست في المخطوطة. وانظر البحر المحيط لأبي حيان ٣ / ٣٠١.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) قرأ ابن كثير إنك لأنت بكسر الهمزة على الخبر ، والباقون على الاستفهام (التيسير : ١٣٠).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (للتعظيم).
(٨) هو القاسم بن علي البطليوسي ، تقدم في ٢ / ٤٥١.
(٩) ساقطة من المطبوعة.