في الأعراف ، فإنهما متفقان لأن التسجيل عليهم بالغفلة وتشبيههم بالبهائم واحد ؛ فكانت (١) الجملة الثالثة مقرّرة ما في الأولى فهي من العطف بمعزل.
ومنه قوله تعالى في البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ) (البقرة : ٦) وقال في يس : (وَسَواءٌ (٢) [عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ] (٢)) (يس : ١٠) مع العاطف ، وحكمته أنّ ما في يس وما بعده جملة معطوفة على جملة أخرى ، فاحتاجت إلى العاطف. والجملة هنا ليست معطوفة ، فهي من العطف بمعزل.
ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى(٢) [لا يَتَّبِعُوكُمْ] (٢)) (الأعراف : ١٩٣) فأثبت الواو في الأعراف ، وحذفها في الكهف ، فقال : (وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى) (الكهف : ٥٧) والفرق [٢٠١ / ب] بينهما أن الذي في الأعراف خطاب لجمع ، وأصله «تدعونهم» (٣) ، حذفت [النون] (٤) للجزم ، والتي في الكهف خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو واحد ، وعلامة الجزم فيه سقوط الواو.
٣ / ٢١٨ ومنه في آل عمران : (جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) (آل عمران : ١٨٤) وفي فاطر : (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) (فاطر : ٢٥) والفرق [بينهما] (٥) أن الأولى حذفت الباء فيها للاختصار استغناء بالتي قبلها ، و [الثانية] (٦) خرجت عن (٧) الأصل للتوكيد (٨) ، وتقدير المعنى كما تقول : مررت بك وبأخيك وبأبيك ؛ إذا اختصرت.
[ومنه] (٩) قوله في قصة ثمود : (ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا) (الشعراء : ١٥٤) ، وفي قصة شعيب : (وَما أَنْتَ) (الشعراء : ١٨٦) بالواو ، والفرق أن الأولى جرى على انقطاع الكلام عند النحويين ، واستئناف (ما أَنْتَ) (الشعراء : ١٥٤) ، فاستغنى عن الواو لما تقرّر من الابتداء ،
__________________
(١) في المخطوطة (وكانت).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (تدعهم).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) عبارة المخطوطة (عن أن الأصل التوكيد).
(٨) ساقطة من المخطوطة.