٦٧) (١) [فإنه لو أخّر (فِي نَفْسِهِ) (طه : ٦٧) عن (مُوسى) (طه : ٦٧)] (١) فات تناسب الفواصل ؛ لأن قبله : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) (طه : ٦٦) ، وبعده : (إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) (طه : ٦٨).
وكقوله : (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) (إبراهيم : ٥٠) ؛ فإن تأخير الفاعل عن المفعول لمناسبته لما بعده.
وكقوله : (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (إبراهيم : ٥١) ، وهو أشكل بما قبله ، لأن قبله : (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) (إبراهيم : ٤٩).
وجعل منه السكاكي (٢) : (آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) (طه : ٧٠) ، بتقديم (هارُونَ) (طه : ٧٠) مع أن (مُوسى) (طه : ٧٠) أحقّ بالتقديم. ٣ / ٢٣٥
***
الرابع : لعظمه (٣) والاهتمام به ؛ وذلك أنّ من عادة العرب الفصحاء ، إذا أخبرت عن مخبر ما ـ وأناطت (٤) به حكما ـ وقد يشركه غيره في [ذلك] (٥) الحكم ، أو فيما أخبر به عنه ، وقد عطفت أحدهما على الآخر بالواو المقتضية عدم الترتيب فإنهم مع ذلك إنما (٦) يبدءون بالأهم والأولى. قال سيبويه (٧) : «كأنهم يقدّمون الذي بيانه (٨) أهمّ لهم ، وهم ببيانه أعنى ، وإن كانا جميعا يهمّانهم ويعنيانهم». انتهى.
قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) (البقرة : ٤٣) ، فبدأ بالصلاة لأنها أهمّ.
وقال [سبحانه] (٩) : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (التغابن : ١٢).
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٢) انظر مفتاح العلوم : ٢٣٩ ، النوع الثالث من أنواع باب التقديم والتأخير مع الفعل.
(٣) في المخطوطة (للعظمة).
(٤) في المخطوطة (أو أناطت).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (كذا).
(٧) انظر الكتاب ١ / ٣٤ باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعول.
(٨) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (شأنه) وما أثبتناه من الكتاب.
(٩) ليست في المخطوطة.