ونحوها [تقديم المفعول] (١) على الفعل ، كقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (الفاتحة : ٥) ، أي نخصّك بالعبادة فلا نعبد غيرك.
وقوله : (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (النحل : ١١٤) ، أي إن كنتم تخصّونه بالعبادة.
والخبر كقوله [تعالى] (٢) : ([قالَ]) (٣) أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي (مريم : ٤٦) ، وقوله : (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ) (الحشر : ٢).
وأما تقديم الظرف ؛ ففيه تفصيل ، فإن كان في الإثبات دلّ على الاختصاص ، كقوله [تعالى] (٤) : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (الغاشية : ٢٥ ـ ٢٦) ، وكذلك : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ) (التغابن : ١) ، فإن ذلك يفيد اختصاص ذلك بالله تعالى : وقوله : (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) (آل عمران : ١٥٨) أي لا إلى غيره ، وقوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى ٣ / ٣٢٧ النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة : ١٤٣) ، أخّرت صلة الشهادة في الأوّل وقدمت في الثاني ؛ لأنّ الغرض في الأول إثبات شهادتهم على الأمم ، وفي اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم.
وقوله : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) (النساء : ٧٩) ، أي لجميع الناس من العجم والعرب (٥) ، على أن التعريف للاستغراق.
وإن كان في النفي فإن تقديمه يفيد تفضيل المنفيّ [عنه] (٦) ، كما في قوله تعالى (٧) [(لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) (الصافات : ٤٧) ، أي ليس في خمر الجنة ما في خمرة غيرها من الغول.
وأما تأخيره فإنها تفيد النفي فقط ، كما في قوله] (٧) : (لا رَيْبَ فِيهِ) (البقرة : ٢) فكذلك إذا قلنا لا عيب في الدار ؛ كان معناه : نفي العيب في الدار ، وإذا قلنا لا في الدار عيب ، كان معناه : أنها تفضّل على غيرها بعدم العيب.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) تقديم وتأخير في المخطوطة (العرب والعجم).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.