واعلم أنه ينضم إليه مع ذلك التشريف ، كقوله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ [وَآلَ عِمْرانَ]) (١) (آل عمران : ٣٣).
[وقوله] (١) : (وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى) (الأحزاب : ٧).
[وقوله] (٢) (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (الأعلى : ١٩).
وأما [قوله] (٣) : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم : ٣٦ ـ ٣٧) فإنما قدم ذكر موسى لوجهين : أحدهما أنه في سياق الاحتجاج عليهم بالمنزّل (٤) وكانت صحف موسى (٥) منتشرة أكثر انتشارا من صحف إبراهيم ، وثانيهما مراعاة رءوس الآي.
٣ / ٢٤٠ وقد ينضم إليه التحقير ، كما في قوله [تعالى] (٦) : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (الفاتحة : ٧) ؛ تقدّم اليهود لأنهم كانوا أسبق من النصارى ، ولأنهم كانوا أقرب إلى المؤمنين بالمجاورة.
وقد لا يلحظ هذا كقوله تعالى : (وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) (العنكبوت : ٣٨) وقوله : (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى * وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (النجم : ٥٠ ـ ٥١).
ومن التقديم بالإيجاد تقديم السّنة على النوم في قوله [تعالى] (٧) : (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (البقرة : ٢٥٥) لأن العادة في البشر أن تأخذ (٨) العبد السنة قبل النوم ، فجاءت العبارة على حسب هذه العادة.
ذكره السهيلي (٩) وذكر معه وجها آخر ؛ وهو أنها وردت في معرض (١٠) التمدح [والثناء] (١١) والثناء (١٢) السّنة أبلغ في التنزيه فبدىء (١٣) بالأفضل ؛ لأنه إذا استحالت عليه السّنة فأحرى أن يستحيل عليه النوم.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المطبوعة (بالترك).
(٥) زيادة كلمة (منه) بعد (موسى).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) في المخطوطة (يأخذ).
(٩) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي تقدم التعريف به في ١ / ٢٤٢.
(١٠) في المخطوطة (عرض).
(١١) ليست في المخطوطة.
(١٢) في المطبوعة (وافتقاد).
(١٣) في المخطوطة (فبدأ).