إليه ؛ فتقدم العفوّ على الغفور ، لأنه أعمّ ، وأخّرت المغفرة لأنها أخصّ.
٣ / ٢٥٥ ومنها شرف الإباحة للإذن بها ، كقوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) (النحل : ١١٦) ، وإنما تقديم الحرام في قوله : (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) (يونس : ٥٩) فللزيادة في التشنيع عليهم ، أو لأجل السياق ؛ لأن قبله : (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) (النحل : ١١٤). ثم (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) (البقرة : ١٧٣).
ومنها الشّرف بالفضيلة ، كقوله تعالى : (مَعَ (١) الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ [٢٠٩ / ب] وَالصَّالِحِينَ) (النساء : ٦٩).
وقوله : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) (الأحزاب : ٧).
وقوله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ (٢) [رُحَماءُ بَيْنَهُمْ] (٢) ...) (الفتح : ٢٩) الآية.
وقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) (الأنبياء : ٤٨).
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ) (يونس : ٧٥).
وقوله : (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) (الأعراف : ١٢٢ ـ الشعراء : ٤٨) في الأعراف والشعراء ، فإنّ موسى استأثر باصطفائه تعالى له بتكليمه ، وكونه من أولي العزم.
فإن قلت : فقد جاء هارون وموسى في سورة طه بتقديم هارون؟ قلنا : لتناسب رءوس الآي.
ومنه تقديم جبريل على ميكائيل في قوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) (البقرة : ٩٨) لأن جبريل صاحب الوحي والعلم ، وميكائيل صاحب الأرزاق ، والخيرات النفسانية أفضل من الخيرات الجسمانية. ٣ / ٢٥٦
ومنه تقديم المهاجرين في قوله تعالى : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) (التوبة : ١١٧).
__________________
(١) تصحفت الآية في المخطوطة إلى (مع النبيين والصديقين والشهداء).
(٢) ليست في المخطوطة.