ومنه تقديم السّماوات على الأرض ، [كقوله] (١) : (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) (العنكبوت : ٤٤) وهو كثير ، وكذلك كثيرا ما يقع [«السموات»] (١) بلفظ الجمع ، و «الأرض» لم تقع إلا مفردة.
وأما تأخيرها عنها (٢) في قوله [تعالى] (٣) : (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (يونس : ٦١) ؛ فلأنه (٤) لما ذكر المخاطبين ، وهو قوله : (وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) (يونس : ٦١) ، وهو خطاب لأهل الأرض ، وعملهم يكون في الأرض ؛ وهذا بخلاف الآية التي في سبأ (٥) ؛ فإنها منتظمة في سياق علم الغيب.
وكذلك قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (آل عمران : ٥).
وأما تأخيرها عنها في قوله : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (الزمر : ٦٧) ؛ فلأن الآية في سياق الوعد والوعيد ؛ وإنما هو لأهل الأرض. (٦) [وعلمهم يكون في الأرض ، وهذا بخلاف الآية] (٦).
قوله [تعالى] (٧) : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) (إبراهيم : ٤٨).
ومنه تقديم الإنس على الجن في قوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ (٨) [لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ] (٨)) ... (الإسراء : ٨٨) الآية.
وقوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) [٢١٠ / أ] (الرحمن : ٣٩).
وقوله : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (٩) (الرحمن : ٥٦).
وقوله : (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً) (الجن : ٥).
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (عنه).
(٣) في المخطوطة (ولأنه).
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (معنا).
(٦) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة وكتب مكانه (كذا).
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٩) زيادة بعد هذه الآية في المخطوطة كما يلي وقوله (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ) (الجن : ١٢).