٣ / ٢٨٥ ومنها قوله في سورة المؤمنين : (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) (الآية : ٣٣) ، فقدّم المجرور على الوصف ؛ لأنه لو أخبر عنه ـ وأنت تعلم أن تمام الوصف بتمام ما يدخل عليه الموصوف (١) ، وتمامه : (وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (المؤمنون : ٣٣) ـ لاحتمل أن يكون من نعيم الدنيا. واشتبه الأمر في القائلين : أهم من قومه ، أم لا؟ بخلاف قوله في موضع آخر منها : (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) (المؤمنون : ٢٤) ؛ فإنه جاء على الأصل.
ومنها قوله في سورة طه : (آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) (طه : ٧٠). بخلاف قوله في سورة الشعراء : (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) (الشعراء : ٤٨).
ومنها قوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ [مِنْ إِمْلاقٍ] (٢) نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (الأنعام : ١٥١) ، وقال في سورة الإسراء : (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) (الإسراء : ٣١) ، قدم المخاطبين في الأولى دون الثانية ، لأنّ الخطاب في الأولى في الفقراء ، بدليل قوله : (مِنْ إِمْلاقٍ) (الأنعام : ١٥١) ، فكان رزقهم عندهم أهمّ من رزق أولادهم ، (٣) [فقدّم الوعد برزقهم على الوعد برزق أولادهم ، والخطاب في الثانية للأغنياء ؛ بدليل (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) (الإسراء : ٣١) فإن الخشية إنما تكون مما لم يقع ، فكان رزق أولادهم] (٣) هو المطلوب ، دون رزقهم ، لأنّه حاصل ، فكان أهمّ ، فقدّم الوعد (٤) [برزق أولادهم على الوعد] (٤) برزقهم.
٣ / ٢٨٦ ومنها ذكر الله في أواخر سورة الملائكة : (إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (فاطر : ٣٨) ، فقدّم ذكر السموات ؛ لأن معلوماتها أكثر ، فكان تقديمها أدلّ على صفة العالمية ، ثم قال : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ (٥) مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ) (فاطر : ٤٠) فبدأ بذكر الأرض ، لأنه في سياق تعجيز الشركاء عن الخلق والمشاركة ، وأمر الأرض في ذلك أيسر من السماء بكثير ؛ فبدأ بالأرض
__________________
(١) في المخطوطة (الموصول).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة وكتب عوضا عنها (وفي الثانية رزق أولادهم).
(٤) العبارة ليست في المخطوطة.
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (تزعمون).