جَمَعُوا لَكُمْ) (آل عمران : ١٧٣) ؛ في أنه لفظ عام أريد به خاص ، لأن (النَّاسُ) ٢ / ٤٥٨ [في] (١) اللفظ الأول لو كان المراد به الاستغراق لما انتظم قوله بعده : (إِنَّ النَّاسَ) ؛ فعلى هذا هو عنده مطابق لعدة المستطيعين في كميّتهم ، وهم بعض الناس لا جميعهم.
والصحيح ما صار إليه الجمهور ؛ لأن باب البدل أن يكون في الثاني بيان ليس في الأول ؛ بأن يذكر الخاصّ بعد العام مبيّنا وموضحا.
ولا بدّ في إبدال البعض من ضمير ، كقوله : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) (البقرة : ٢٥١). (وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ) (الأنفال : ٣٧).
وقد يحذف لدليل ، كقوله : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ) (آل عمران : ٩٧) ، «منهم» ، وهو مراد بدليل ظهوره في الآية الأخرى ؛ وهي (٢) قوله : (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) (البقرة : ١٢٦) ، ف (مَنْ آمَنَ) بدل من (أَهْلَهُ) ، وهم بعضهم.
وقد يأتي البدل لنقل الحكم عن مبدله (٣) ، نحو : «جاء القوم أكثرهم (٤) ، وأعجبني زيد ثوبه». وقال ابن عصفور (٥) : ولا (٦) يصح «غلمانه».
وعدل عن البدل في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (الحجرات : ٤) ، لأنه أريد الاخبار عنهم كلهم في الحال الثاني وهو (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) (الحجرات : ٥) ، فلو أبدل لأوهم ، بخلاف : «إنك أن تقوم خير لك». البدل أرجح.
والبدل في تقدير تكرير العامل وليس كالصفة ، ولكنه في تقدير جملتين بدليل تكرير حرف الجرّ.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (وفي).
(٣) في المخطوطة (لبدله).
(٤) في المخطوطة (كلهم).
(٥) تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.
(٦) في المخطوطة (لا).