يكون (أَمَدَّكُمْ) الثاني بدلا من (أَمَدَّكُمْ) الأول. وقد يكون من إبدال الجملة من الجملة ، وتكون الثانية [صلة] (١) «الذي» كالأولى. ويجوز أن تكون الثانية شارحة للأولى ، كقولك : «ضربت رأس زيد قذفته (٢) بالحجر». ثم (٣) قوله تعالى : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ) (يس : ٢٠ ـ ٢١) (٤) [أبدل قوله : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ)] (٤) (يس : ٢١) من قوله : (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (يس : ٢٠) لأنه أكثر تلطفا في اقتضاء اتباعهم. وقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ) (الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩) ف (يَلْقَ) مجزوم بحذف الألف لأنه جواب الشرط ، ثم أبدل منه : (يُضاعَفْ [لَهُ الْعَذابُ (٤)]) (الفرقان : ٦٩) فبيّن بها «الأثام» ما هو.
وينقسم البدل باعتبار آخر إلى بدل مفرد من مفرد ، وجملة ، من جملة وقد سبقا ، وجملة من مفرد ، كقوله تعالى : (كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) (آل عمران : ٥٩) وقوله : (ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) (فصلت : ٤٣) (٥) [فإن (إِنَ) وما عملت فيه بدل من (ما) وصلتها على تقدير «ما يقال لك ألا إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب»] (٦) وجاز إسناد (يُقالُ) إلى ما عملت فيه ، كما جاز إسناد (قِيلَ) في (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) (الجاثية : ٣٢).
ومن إبدال الجملة من المفرد قوله (٧) تعالى : ((٨) [وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا] (٨) هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (الأنبياء : ٣) قال الزمخشري (٩) : «هذا الكلام كلّه في محل نصب (١٠) ، بدلا من (النَّجْوَى)». ٢ / ٤٦١
ويبدل الفعل من الفعل الموافق له في المعنى مع زيادة بيان ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ ...) (الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩) الآية.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (فقذفته).
(٣) في المخطوطة (نعم).
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (كقوله).
(٧) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٨) الكشاف ٣ / ٣.
(٩) في المخطوطة (النصب).